الإخوان تحت رحمة الكونجرس.. مجلس النواب الأمريكي يعيد ملف الجماعة إلى قبضة الوزارات السيادية.. إعداد تقرير نهائي خلال عام.. باحث: ترامب لن يرحم التنظيم.. وداعية إسلامي: يدفعون ثمن رعايتهم للعنف
عادت الولايات المتحدة الأمريكية للتلاعب بجماعة الإخوان الإرهابية، بعدما طالبت لجان العلاقات الخارجية والموازنة والاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ، وزيري الدفاع والخارجية بإعداد تقرير بعد عام من الآن يتضمن طبيعة نشاط الجماعة، والحكم بشكل نهائي، على الخطر الذي من الممكن أن تشكله على مصالح الولايات المتحدة في العالم.
الكونجرس يراقب الإخوان
كانت الجماعة تحت مراقبة الكونجرس طوال الشهر الماضي، وطالب العديد من النواب بوضعها على قوائم الجماعات الإرهابية، باعتبارها تعادي مصالح الولايات المتحدة، لذا تدخلت بعض الأجهزة الأمريكية رفيعة المستوى، لتمنح الإخوان طوق النجاة، بعدما كانت قوب قوسين أو أدنى من الحظر، ويبدو أن الطريقة التي تم إغلاق الملف بها، لم تعجب نواب الكونجرس، الذين ضغطوا منذ يومين، بعد مناقشات مكثفة داخل مجلس النواب، لبحث تهديد الجماعة للأمريكان.
تحول الإخوان في أعوام تعد على اليد الواحدة، من شريك إستراتيجي لواشنطن إلى أخطر أعدائها المحتملين، والمتوقع منهم تهديد مصالحها، كان يخيل للدولة الأقوى في العالم أن تطويع جماعة دينية سيمر دون أن تكتوي بنارها، ليتبين لها مؤخرا ضعف تقارير أجهزتها، التي كانت تجعلها لا تستمع لوجهات نظر المنطقة، التي خرج منها التطرف وأهله.
القضية بالنسبة للإخوان في ابتعادتها عن حسابات العالم، لا تتعلق بسنن الحياة، بل بما اقترفت أيديهم يحصدون، فبعدما كانوا ملء السمع والبصر منذ سنوات مضت، أصبحوا على أجندة اهتمامات الغرب، ولكن ضمن المنظمات التي تحوي التطرف وتنشره في العالم.
ضربة جديدة للجماعة
طالب الكونجرس وفقا للتكليف الجديد، وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيين، بالتعاون مع مدير الاستخبارات الوطنية، لإعداد تقريرا شاملا حول طبيعة نشاط الجماعة الإرهابية، ليس في أمريكا وحدها، ولكن في أوروبا، وكل مكان يمكن أن تطال فيه المصالح الأمريكية بسوء، على أن تنتهي الوزارات المعنية من إعداد التقرير بشكل متكامل خلال عام من الآن.
يقول الشيخ محمد دحروج، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن الولايات المتحدة أدركت جيدًا أن الإخوان تتعامل بمبدأ التقية معها، موضحا أن التغير الجوهري في توجهات الإدارة الأمريكية منذ تولى الرئيس ترامب، ساهم كثير في كشف الجماعة الإرهابية لنواب الكونجرس.
وأضاف دحروج: إعادة الكونجرس فتح ملف الإخوان بعدما حاولت بعض الأجهزة الأمنية غلقه قبل شهر من الآن دلالة على الوضع الحرج للإخوان، موضحا أن الجماعة ستدفع ثمن رعايتها للعنف، سواء بين أجنحتها في التنظيم التي تميل للتكفير وانتهاج مسار داعشي في تصفية خلافات الجماعة، أو بسبب التنظيمات التي خرجت من عباءتها منذ عقود، وتدفع الإنسانية بأكملها ثمن ذلك.
مصادرة الأموال
فيما قال جمال المنشاوي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن العقوبات التي سيقرها الكونجرس على الإخوان، حال استمرار صرامته هذه في التعامل مع الجماعة، قد تصل إلى مصادرة أصول الجماعة وأموالها في الخارج، بجانب وضعها على لوائح الإرهاب.
وأوضاف المنشاوي، أن قرارات الكونجرس حال إدانة الجماعة، قد تشمل محاصرة جميع قادتها في تركيا، التي ستفتح لهم أحضانها بالطبع، ولكنهم لن يستطيعوا التحرك خطوة واحدة بعيدا عنها، بحسب وصفه.