رئيس التحرير
عصام كامل

«نهاية الوحش».. بعبع نفوذ أمريكا على الشرق الأوسط يتداعى

الرئيس الامريكى ترامب
الرئيس الامريكى ترامب

تسعى الولايات المتحدة الأمريكية على مر سنوات لبسط نفوذها بالشرق الأوسط واحكام سيطرتها على قرارات قادة الدول في المنطقة، ولكن في الآونة الأخيرة بدأت سلطاتها وتأثيرها على هؤلاء القادة في التراجع بدرجة اثارت قلق المسؤولين داخل المكتب البيضاوي.


مخططات خاطئة

رأى الكاتب الأمريكي ديفيد اجناتيوس خلال إحدى مقالاته بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن تراجع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط مكن القادة السياسيين المحليين من رسم مخططاتهم الخاصة والتي تعتبرها واشنطن "خاطئة"، مشيرًا إلى أن احتمالات التغيير الإيجابي في المنطقة تتراجع وان المنطقة ستصبح في حال أسوأ مما كانت عليه طوال سنوات.

واستندت تحليلات اجناتيوس إلى واحدة من الافتراضات غير المعلنة والتي هي أساس السياسة الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن نفوذ الولايات المتحدة أثبت فاعليته طوال عقود، ولكن تناقصه حتى لو بالصدفة ودون قصد شيء يستحق الاهتمام والبحث عنه.

وأكد أنه رغم التراجع الملحوظ، فلا تزال الولايات المتحدة هي الوحش الضخم في النظام الدولي، والتي تجبر العالم على النظر اليها ولما يقوم به ابناء العام سام كممارس للسياسة الخارجية.

دور محدود

كان دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط محدودًا إلى حد ما سابقا، فقد دعمت واشنطن عددًا من الحلفاء في مزيج من المجالات الاقتصادية والإستراتيجية والسياسية الداخلية، ولكنها عملت بجدية للحد من الدور السوفيتي في المنطقة والتأكد من أن النفط والغاز، كما استمرت في التدفق إلى الأسواق حول العالم.

واستغلت واشنطن حرب الخليج الأولى وبذلت كل ما في وسعها دون الحاجة إلى إرسال قوات برية أو جوية خاصة بها إلى المنطقة دون الحاجة إلى خوض حروب مكلفة وبدلًا من ذلك اعتمدت الولايات المتحدة على الدبلوماسية والتعاون الاستخباري والمساعدات الخارجية، واعتمدت على حلفاء محليين بجانب الاحتفاظ بقواتها الخاصة مما تسبب في فشل سياسة الولايات المتحدة بشكل تام.

وبعد مرور سنوات تمكنت خلالها الولايات المتحدة من اتباع جميع الطرق، المشروعة وغير المشروعة، في تنفيذ هدفها بالمنطقة، عادت الدولة الكبرى لخسارة نفوذها بالتدريج بسبب السياسات الخاطئة لأفراد إدارتها من السياسيين والاستخباراتيين الذي تسببوا في خسائر دبلوماسية عديدة أسفر عنها التراجع بالنفوذ الدولي لواشنطن وهو ما بات مسمار يؤرق مضجع قادة المكتب البيضاوي في البيت الأبيض بحثا عن عودة وحش أمريكا الكاسر لعصور "عزته" من جديد وأحكام سلطته على العالم خاصة الشرق الأوسط.
الجريدة الرسمية