رئيس التحرير
عصام كامل

«ودنك منين يا جحا.. تكسير الشوارع بعد رصفها لتوصيل الخدمات».. حفر طريق في مرسي مطروح بعد 24 ساعة من رصفه.. تحطيم شارع في الشرقية لتركيب كابل كهرباء.. والبالوعات تتسبب في إزالة طبقة الأسفلت ف

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تعاني شوارع المحروسة من إشكالية أشبه بالمهزلة، حيث يتم رصف الطرق ولا يمر على عملية الرصف سوى أيام أو شهور قليلة، حتى يتم تكسيرها مرة أخرى بحجة نسيان إدخال بعض الخدمات.. تلك الإشكالية لم تكن حالة فردية، ولكنها تكررت أكثر من مرة وفي أكثر من محافظة.


شوارع أكتوبر
تم تكسير بعض شوارع مدينة 3 أكتوبر بعد مرور شهر واحد على رصفها، بحجة رفع بالوعات الصرف الصحي لتسويتها بالرصف، والذي كان من المفترض أن يتم قبل الرصف خاصة لما سببه من إهدار للمال العام.

وقال أحد سكان الحي الثالث بالمجاورة الثالثة: «بقالنا أكتر من 10 سنين مستنيين رصف الشوارع، ولما اترصفت ملحقناش نفرح بيها وكسروها بعد شهر واحد».


وأضاف : «محلقناش نفرح بالأسفلت، وكسروه من أول وجديد وشوهوا شكل الشوارع، بعد شهر واحد من الرصف»، موضحا أنه منذ تكسير الشوارع حتى اليوم ولمدة تجاوزت الشهر لم يتم إصلاحها أو تعديل مستوى بالوعات الصرف الصحي، مما تسبب في معاناة للمواطنين واشغال الشوارع.

القرين بالشرقية
في سبتمبر من العام الماضي، تم تدمير طريق الأسفلت المؤدى إلى مدخل مدينة القرين بمحافظة الشرقية، وتكسيره على أيدى موظفى المدينة بحجة إدخال كابل كهرباء، رغم مرور مدة أقل من شهر على رصفه، الأمر الذي أثار حفيظة الأهالي من هذه الأعمال التي وصفوها بـ«التخريبية» كونها تمثل إهدارا للمال العام، وتهدد أرواح المارة وقائدى المركبات، لما قد تسببه من حوادث مرورية تزهق جرائها الانفس.

وقال مواطنون من المدينة: «إن المشكلة حدثت نتيجة عدم التنسيق والتخطيط بين الجهات الخدمية»، متسائلين: «إزاى بتاع المياه يحفر ويخلص والسفلتة تشتغل وبعدها الصرف يحفر ويخلص ويسفلت وبعده الكهرباء تحفر للخدمات ١٠٠ مرة في نفس المكان ونفس الشارع أو الحى؟»، لافتين إلى أن ذلك ينم عن سوء إدارة وفشل تخطيط.

محافظة مطروح
ونفس الأزمة تكررت في مدينة مرسي مطروح، حيث قام بعض العمال بتكسير الأسفلت الخاص بشارع رئيسي بقلب المدينة، والذي لم يمر على الانتهاء من رصفه سوى 24 ساعة، بعد أن تذكر بعدها المسئولون أن هناك مرافق يجب أن تصل.

وبدأت محافظة مطروح عملية الرصف لعدد من الشوارع وترقيع البعض الآخر في أبريل 2015، بعد نحو 8 سنوات من توقف عمليات الرصف، ولم تمر ساعات بعدها؛ حيث تم تكسير شارع "شكري القوتلي" ورش طبقة من "القار" فوق الرصيف الجديد، مما تسبب في تشوية الشارع وإعاقة المارة، وعودته أسوأ مما كان.

وتساءل عدد من المواطنين، لماذا لم يقم المسئول بإصلاح وتوصيل هذه المرافق قبل أن يتم الرصف؟، معتبرين ذلك إهدارا للمال العام يستوجب محاسبة المسئولين ومعاقبتهم على استهتارهم.

إهدار المال العام
وقال "محمد عطية" وزير التنمية المحلية الأسبق، أن المسئول عن هذه الأزمة هي المحليات، فمن أهم مهامها أن يتم التنسيق مع شركات الكهرباء والمياه والصرف الصحي قبل رصف الطرق، والتنسيق مع الإدارات المختلفة المسئولة عن ذلك، مشيرا إلى أن ذلك جريمة إهدار مال عام يعاقب عليها قانون العقوبات.

وطالب وزير التنمية المحلية الأسبق بمحاسبة كل المسئولين عن تلك الوقائع بعد التحقيق فيها لمنع تكرارها، فضلا عن التحقيق مع المسئولين عن شركات الخدمات، مؤكدا أن وراء ذلك أغراض شخصية مشبوهة، لابد من التحقيق فيها للتعرف عليها.
الجريدة الرسمية