رئيس التحرير
عصام كامل

كل سنة وأنتم طيبين


شعار كل عام، يرفعه المصريون في الأعياد، وبرغم أنه يحمل التهنئة والتمني بالخير إلا أنه في أيامنا هذه صارت له معانٍ ومدلولات أخرى، ففي فترة الأعياد وخصوصا في مواقف الأقاليم بلا استثناء يتم رفع تعريفة أجرة الركوب تحت شعار" كل سنة وانت طيب يا باشا"، كما يتم التغاضي عن الكثير من الأمور المخجلة والمسيئة والتي لا تحدث إلا في مثل هذه المناسبات تحت هذا الشعار أيضا. 


منها حالة النظافة التي تزداد سوءا في الأعياد بسبب بعض العادات الخاطئة والتصرفات غير المسئولة لبعض المواطنين، حيث تتم المغالاة في كل شيء بدءًا من تسعيرة الركوب، وحتى حزمة الفجل التي تحتاج في الأعياد إلى ثمنها وكذلك إلى العيدية بنفس هذا المفهوم.

من المفهوم والمعلوم أن الأعياد فرصة للترويح عن النفس وتفريج لكروبها، وأحزانها، وإظهار للحب والود والتعاون في وجوه الخير إلا أن ما يجري حاليا يجعلنا نحتمل إلى جانب أعبائنا وهمومنا -والحمد لله هي كثيرة- حمل تلك العيدية التي صارت لا تقتصر على أفراد العائلة وخصوصا الأطفال، بل صارت فرضا اجتماعيا يبدأ من أفراد العائلة ولا ينتهي عند تسعيرة الركوب.

ففي أيام الأعياد نبتاع الأشياء بأكثر من قيمتها، تحت حجة الأعياد والعطلات، مع أن الأولى لتلك المناسبات هو التواصل والتراحم فيما بيننا وتخفيف الأعباء، عن بعضنا البعض، إلا أن ما يحدث على العكس من ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله، وكل سنة وأنتم طيبين "برضو"!
الجريدة الرسمية