رئيس التحرير
عصام كامل

فلسطين أولوية تركية


القضية الفلسطينية هى أهم قضايا السياسة الخارجية التركية.
كنت ضمن مجموعة من الصحفيين العرب والباحثين زارت أنقرة وإسطنبول، والأولوية القصوى للقضية هى ما سمعنا من أركان الحكومة وأعضاء البرلمان والعاملين فى مراكز الفكر والأبحاث جميعا.


وكما فعلت أمس فى عرض الموقف التركى من سوريا، أختار اليوم مقتطفات مما سمعت عن فلسطين وإسرائيل لأن المادة كثيرة:
- أهم ملف للسياسة الخارجية التركية هو الاحتلال الإسرائيلى، والعلاقات التركية مع إسرائيل لن تحسن ما بقى، ولا نتوقع أن تعود إلى سابق عهدها قريبا.

- لا اتفاقات سلاح جديدة مع إسرائيل. ربما كان هناك تنفيذ ما بقى من اتفاقات قديمة كانت تُعقد مع العسكر وسياسيين انتهى دورهم، فهم إما تقاعدوا أو فى السجن.

- خلال الحرب الباردة كانت العلاقات مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة مما منع تطوير العلاقات مع الدول العربية. نهاية الحرب الباردة جعلت السياسة الخارجية التركية أكثر حرية فى التعامل مع دول الجوار.

- قبل ثمانية أسابيع قدم بنيامين نتنياهو اعتذارا عن الهجوم فى المياه الدولية على باخرة السلام مرمرة فى 31/5/2010. حادث مؤلم جدا. سفينة تحمل مئات من النشطاء طلاب السلام هاجمتهم إسرائيل فى عملية قرصنة دولية وسقط قتلى وجرحى.

- تركيا خفضت تمثيلها الديبلوماسى فى إسرائيل بعد العملية وسحبت سفيرها، وكذلك فعلت إسرائيل.

- كان موقفنا واضحا من البداية، فقد قلنا: أولا يجب أن تعتذر إسرائيل، وهى فعلت للمرة الأولى فى تاريخها، وثانيا يجب أن تدفع تعويضات، والاجتماع الأول حول التعويضات لم يُسفر عن أى نتيجة، وهناك اجتماع قادم ربما فى أواخر هذا الشهر، وثالثا أن ترفع الحصار المفروض على قطاع غزة الذى يعانى نقصا فى المواد الغذائية والأدوية. (سمعت أن إسرائيل عرضت مئة ألف دولار عن كل شهيد وتركيا تطالب بمليون دولار عن كل واحد منهم)

- وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى طالب بأن يعدل أردوغان عن زيارته المقررة لقطاع غزة ورفضنا. نصرّ على شرطنا الثالث، أى رفع الحصار عن قطاع غزة، ولن نرسل سفيرا إلى إسرائيل قبل ذلك.

- لا يمكن أن ندخل فى أى مشروع مع إسرائيل، أو أن نعقد أى اتفاق معها، من دون عِلم العرب والاتفاق معهم قبل ذلك. نعمل لتشجيع المستثمرين على الذهاب إلى الأراضى الفلسطينية.

- بالنسبة إلى إسرائيل وسياستها إزاء الفلسطينيين والدول العربية والإسلامية، هى تهدم الجسور، ونحن نبنيها.

- بأوضح عبارة ممكنة، العلاقات التركية مع إسرائيل لن تحسن ما بقى الاحتلال.

- نقدم مساعدات إلى الدول الحديثة الاستقلال فى وسط آسيا، ولنا فروع للمساعدة فى 31 دولة ومشاريع فى 110 دول، ونهتم كثيرا بمساعدة الفلسطينيين مثل بناء مستشفى فى غزة يضم 200 سرير، ومستشفى مماثل فى طوباس، وأيضا مساعدة مستشفى فى الخليل.

- موقفنا أننا نريد دولة فلسطينية فى حدود 1967 عاصمتها القدس. وسنساعدها، كما سنساعد 1.5 مليون فلسطينى فى وطنهم الأصلى تحت حكم إسرائيل.

أريد أن أختتم بملاحظات سريعة من عندى فالإسلاميون الذين جاءوا إلى الحكم فى تركيا سنة 2002 مفتوحو العيون، قادرون على التنفيذ، والإسلاميون فى بلدان الربيع العربى قادرون على الحكى فهذا كل ما يفعلونه. تأييد الفلسطينيين بخطابات لا يتبعها عمل لا يفيد، بل يؤذى. ورجائى أن يتعلم العميان من جماعتنا درسا من الإسلاميين الأتراك الذين جعلوا بلادهم فى عشر سنوات الدولة العظمى الوحيدة فى الشرق الأوسط.
نقلا عن جريدة الحياة
الجريدة الرسمية