الإرهابي البريء.. قصة طبيب من سوهاج إلى خلية أكتوبر

خرج الدكتور محمد ثروت ابن الثلاثين عامًا، طبيب الأسنان بمستشفى أخميم المركزى بسوهاج، الخميس الماضي، من محافظة سوهاج متجهًا إلى القاهرة، لزيارة أحد أقاربه، استقل القطار في نحو الساعة العاشرة مساءً، وصل إلى محطة سكك حديد القاهرة، وبدأ يومه المعتاد بزيارة أقاربه إلى أن دقت الساعة التاسعة مساءً وجاء موعد الرحيل، ولم يكن يدور في خياله أن تحمله الأقدار إلى جهاز أمني بتهمة الانضمام لخلية أكتوبر الإرهابية.

وصل محمد إلى محطة رمسيس منتظرًا أن يأتي القطار حتى يعود إلى سوهاج مرة أخرى عقب انقضاء اليوم السعيد.

التذكرة
تأخر الوقت، ولم يكن هناك مواعيد أخرى للقطارات ولم يجد محمد سبيلًا سوي الاتصال بأحد أصدقائه ليقضي ليلته في القاهرة وبعدها يعود إلى محطة رمسيس في رحلة البحث عن تذكرة.

رن هاتفه.. صديق محمد: "تعال بات عندنا في شقة 6 أكتوبر"، وما هي إلا ساعات من دخول محمد إلى الشقة ودق الباب بشكل هستيري (افتحوا الباب) وبالفعل تم فتح الباب وفجأة اكتشفوا أن الشرطة تقف على الباب وتم ضبط جميع الموجودين في الشقة، وهنا بدأت مأساة محمد.

48 ساعة
وبعد مرور 48 ساعة قضاها محمد في جهاز "أمني" للكشف عن الحقيقة، انتهت التحقيقات وتبين أن الطبيب لا علاقة له بالخلية الإرهابية المتهم فيها.

خرج الطبيب في حالة إعياء نتيجة عدم قدرته على استيعاب ما حدث، وعند وصوله إلى محطة رمسيس استقل القطار عائدًا إلى أسرته بعد الإفراج عنه وثبوت براءته من التهم التي نسبت إليه دون قصد.

احتفالات الإفراج
وعند وصوله إلى سوهاج وجد الأهل والاصدقاء ينتظرونه بالمزمار والطبل البلدي بعد نبأ الإفراج عنه ووصوله إلى بلدته في أمان.

يذكر أن الدكتور محمد ثروت على محمود طبيب أسنان بمستشفى أخميم المركزى بسوهاج القي القبض عليه في شقة 6 أكتوبر بالقاهرة عقب قيامه بالاتصال بابن بلدته الذي يقيم في مدينة 6 أكتوبر اتصل به واستأذنه في المبيت عندها ليلة واحدة لعدم وجود تذكرة سفر في القطار إلى مسقط راسه سوهاج وفوجئ بعد وصول الطبيب إلى الشقة وجلوسه لمدة ساعتين بقيام الشرطة بمداهمة الشقة وإلقاء القبض علية ومعه 5 آخرين تم القبض عليهم بتهمة الانضمام إلى خلية إرهابية التخطيط لإثارة الفوضى وحث المواطنين على التظاهر والتواصل مع قيادات الإخوان الهاربين خارج البلاد.