رئيس التحرير
عصام كامل

كوفي عنان.. حياة ابن «بائع الكاكاو» في الحرب والسلام (بروفايل)

فيتو

"أسف لعدم التمكن من تجنب حرب العراق، وأسى لفقدان أصدقاء في تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد؛ اعتز بفتح أبواب المنظمة أمام ممثلي المجتمع المدني" عبارات لخصت حصيلة 10 أعوام قضاها كوفي أنان على رأس الأمم المتحدة، بين الإصلاحات وإبراز دور المنظمة العالمية ونشر العدل والمساواة..


واليوم توفى القائد العالمي عن عمر يناهز 80 عاما، ونعته منظمة الهجرة الأممية في تغريدة، واصفة إياه بالعظيم والرجل القائد.


بدايات أنان
ولد كوفي عنان وأخته التوءم إفوا أتا في كوماسي 8 أبريل 1938 بغانا، لأب يدعى هنري ريجينالد، يعمل كمدير التصدير لشركة ليفر براذرز للكاكاو، وكان كل من أجداده وعمه من زعماء القبائل، وتربى في واحدة من الأسر الأرستقراطية في غانا.


التحق بمدرسة مفانتسيبيم من النخبة، وهي مدرسة داخلية دينية، من عام 1954 إلى عام 1957، حيث تعلم هنالك أن المعاناة في أي مكان تهم الناس في أي مكان.

وكان من الجيل الذي شهد كفاح بلده من أجل الاستقلال والانتصار اللاحق، وكبر وهو يعتقد أن كل شيء ممكن؛ وأصبحت غانا أول مستعمرة بريطانية أفريقية تحصل على الاستقلال في عام 1957، وهو العام نفسه الذي تخرج فيه أنان من مدرسة مفانتسيبيم.

تعليمه
انضم إلى كلية «كوماسي للعلوم والتكنولوجيا» في عام 1958 للحصول على درجة في الاقتصاد، كما حصل على منحة من مؤسسة فورد مكنته من استكمال دراسته الجامعية في الاقتصاد في كلية ماكاليستر في سانت بول بولاية مينيسوتا عام 1961، ثم أجرى دراسات عليا في الاقتصاد في المعهد الدولي للأبحاث الدولية في جنيف بسويسرا في الفترة من 1961 إلى 1962.

وخلال عمله أجاد اللغة الإنجليزية والفرنسية، وبعض لغات من اللغات الأفريقية.


حياته الأسرية
كان أنان متزوجا من تيتى ألاكيجا، ولديه طفلان هما آما وكوجو، لكنهما انفصلا في السبعينيات من القرن الماضى، ثم تزوج من ناين لاجرجرين، وهي محامية حقوقية سويدية وفنانة في الوقت الحالي..


بدايته الأممية
بدأت مسيرة كوفي أنان مع الأمم المتحدة عام 1962 عندما انضم إلى منظمة الصحة العالمية في جنيف، بمنصب المدير الإداري والمالي ثم موظفا مدنيا دوليا عندما عمل مديرا للسياحة في غانا.

وفي الثمانينات، عاد أنان للعمل في الأمم المتحدة كأمين عام مساعد في إدارة الموارد البشرية والمنسق الأمني (1987-1990)، وتخطيط البرامج والميزانية والأمور المالية، وكمراقب ومتحكم(1990-1992)، وعمليات حفظ السلام (1993-1996)، وقبل أن يصبح الأمين العام، شغل أيضًا منصب وكيل الأمين العام.


الأمين العام
بدأت فترة ولايته الأولى والتي مدتها خمس أعوام بمنصب أمين العام للأمم المتحدة في 1 يناير عام 1997، وبدأت ولايته الثانية كأمين عام في 1 يناير عام 2002 عندما جددت فترة ولايته، وكان إعادة تعيينه لهذا المنصب مؤشرًا على شعبيته الهائلة.

عمله المجتمعي
بعد مغادرته الأمم المتحدة، عاد إلى غانا حيث شارك بشكل نشط مع عدد من المنظمات مثل المنتدى الإنساني العالمي، والحكماء، ومؤسسة الأمم المتحدة، وعالم الشباب واحد وغيرها.


إنجازاته
بصفته الأمين العام للأمم المتحدة، أطلق عنان حملة الميثاق العالمي في عام 1999، وهي أكبر مبادرة في العالم لتعزيز المسئولية الاجتماعية للشركات.

كما اعتبر وباء فيروس الإيدز أولويته الشخصية وفي أبريل عام 2001، أصدر دعوة للعمل مقترحا فيها إقامة صندوق تمويل عالمي للإيدز والصحة لمساعدة الدول النامية في التعامل مع الأزمة.

وبعد الهجمات الإرهابية التي وقعت في الولايات المتحدة في سبتمبر عام 2001، لعب دورا حاسما في تحفيز الجمعية العامة ومجلس الأمن على اتخاذ إجراءات لمكافحة الإرهاب.

وكان له دور رئيسي في إنشاء جهازين حكوميين دوليين جديدين هما لجنة بناء السلام ومجلس حقوق الإنسان عام 2005، ولعب دورا محوريا في إنشاء صناديق التمويل العالمية لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، كما أنه مؤسس ورئيس مؤسسة كوفي عنان، ورئيس مجلس الحكماء، التي أسسها نيلسون مانديلا.


العراق وسوريا وفلسطين
عقب الغزو العراقي للكويت عام 1990، تم إرسال كوفي أنان بواسطة الأمين العام إلى العراق لمحاولة إيجاد حل للأزمة مع المساعدة في إخلاء ما يزيد عن 900 من الموظفين الدوليين من الكويت وشارك في المباحثات المتعلقة بإخلاء سبيل الرعايا الغربيين المحتجزين ولفت نظر العالم إلى أن ما يقرب من نصف مليون آسيوي تقطعت بهم السبل في العراق والكويت نتيجة الغزو.

في فبراير عام 2012، عين أنان مبعوثا خاصًا مشتركا بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا في محاولة للتعامل مع الصراعات الدائرة هناك، ولكنه استقال من منصبه في أغسطس عام 2012 بسبب عدم إحراز أي تقدم بسبب عناد جميع الأطراف المعنية.

سعى لإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأجرى مفاوضات مع الطرفين للخروج من الأزمة، أيد حق تقرير المصير وقاد مبادرة مع لبنان وسوريا وفلسطين لحل الصراع بين الجانبين.


جوائز
وقد حصل كل من عنان والأمم المتحدة على جائزة نوبل للسلام في عام 2001 لقاء جهودهم من أجل عالم أفضل تنظيما وأكثر سلما، ومنحته أكثر من 30 جامعة في جميع أنحاء العالم درجة فخرية، في 4 سبتمبر عام 2012، نشر أنان مذكراته، بعنوان " التدخلات: حياة في الحرب والسلام ".



الجريدة الرسمية