رئيس التحرير
عصام كامل

لعنة «الديون» تطارد «السلفيين».. الشيوخ رفعوا أيديهم.. و30 يونيو بداية تراجع الأموال السخية.. الحزب «شاهد مشفش حاجة»..الأزمة تصل للبرلمان ونواب «النور»: منعرفش

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أزمة مالية ضخمة يعانى منها حزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية، وصلت خلال الأيام القليلة الماضية إلى مرحلة حرجة، تسببت في تسرب القلق إلى قيادات الحزب، لا سيما وأن القائمين عليه الحزب تمكنوا بالكاد من الإبقاء على الحزب خلال السنوات الماضية منذ نشأته مع اندلاع ثورة 25 يناير 2011.


بداية
الحزب السلفى الذي بدأ حياته السياسية بدعم مالى غير مسبوق من شيوخ سلفيين وأمراء ورجال أعمال سلفيى الهوى من داخل مصر وخارجها، بدأ أولى خطواته السياسية بطموح كبير يصل إلى تشكيل الحكومة، حسبما رددت قياداته في تصريحات صحفية وتليفزيونية آنذاك، في تلك الفترة دشن الحزب مقرات له في جميع محافظات مصر ومراكزها، ووصل الأمر إلى اعتزام الحزب الوليد إنشاء محطة فضائية ناطقة باسمه بجانب ترسانته الإعلامية المكونة من “جريدة ورقية تحت اسم (النور)، وموقع الفتح الإلكتروني، فضلًا عن قنوات عدد من شيوخ على موقع الفيديو “يوتيوب”، بجانب موقع “صوت السلف” الذي يشرف عليه بشكل مباشر الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، وترتكز مهمته على إطلاق الفتاوى والإجابة عن التساؤلات المطروحة من رواد الموقع.

30 يونيو
بمرور السنوات.. ومع اندلاع ثورة 30 يونيو وسقوط التيار الإسلامي، ممثلا في جماعة الإخوان الإرهابية، بدأ «النور» يعانى من ظاهرة «الجزر السياسي»، وانهيار أحلام وطموحات قياداته، وبدأت الأزمات تحيط بالتيار السلفى عمومًا، خاصة الدعوة السلفية وحزبها السياسي – النور – ومعاناة مستمرة اقتضت التخلى عن الطموح والرضا بالقليل.

قبيل انتخابات مجلس النواب 2014، الأزمة المالية لحزب النور ومن خلفه الدعوة السلفية وصلت إلى أقصى درجة لها، خاصة مع فقدان الأمل بالفوز بنسبة معقولة تحت قبة البرلمان، فابتعد شيوخ المال من دائرة السياسة مكتفين بمتابعة أعمالهم التجارية الربحية، لتفقد الدعوة السلفية دعمها المالى وتبدأ العمل بالدفع الذاتي.

مصادر برلمانية، أكدت أنه تزامنًا مع إعلان حزب النور خوضها الانتخابات البرلمانية وفتح بابه أمام الراغبين بالترشح تحت رايته، بدأ الحزب في جمع الأموال بغرض عقد المؤتمرات والندوات والدعاية الانتخابية لعدد من هؤلاء المتقدمين للترشح خاصة هؤلاء من خارج الحزب، وتم استغلال تلك الأموال من أجل دعم نواب بعينهم في دوائر مختلفة في حين تم تجاهل مرشحين آخرين والاكتفاء بتعليق عدد من البانرات الدعائية في الميادين العامة لهؤلاء المرشحين، ما أثار استياءهم وبدأ يتناقل المرشحون تلك الكلمات همسا فيما بينهم.

الأزمة
الأزمة - حسب المصادر ذاتها- بدأت تتفجر داخل الحزب خلال اجتماع الهيئة الرئاسية للحزب، وإعلان عدد من أعضاء الهيئة انزعاجهم من إلحاح أصحاب الديون عليهم وملاحقتهم في أماكن العمل والمنازل وداخل المساجد التي يلقون فيها دروسهم الدينية، لكنهم فوجئوا أنه لا يوجد دعم مالى في الوقت الحالى لرد أموال هؤلاء المرشحين، وعليهم أن يصبروا خاصة لما تمر به الدولة من إجراءات اقتصادية غير معهودة آثرت تداعياتها على تجارتهم الخاصة التي خسرت الكثير.

وأشارت المصادر إلى أن شيوخ السلفية تدخلوا لتهدئة أصحاب الديون ومنحهم وعودا بفترة معقولة لرد أموالهم إليهم وأن قيادات الحزب وعدت برد تلك الأموال، وفات وعد تلو الآخر، ولم ترد قيادات الدعوة والحزب الأموال إلى أصحابها.

وساطات المجلس
وأكملت المصادر: “عندما فقد «الديانة» الأمل في عودة أموالهم المنهوبة من خلال وساطات الشيوخ، بادرت إلى إحراجهم تحت قبة البرلمان من خلال الاعتماد على وساطات من داخل المجلس ومطالبة نواب النور الذين يبلغ عددهم 11 نائبا هي مجموع كتلة الحزب، وبالفعل تدخل عدد من النواب لحل الأزمة والجلوس مع ممثلين للحزب إلا أنهم فوجئوا أن بتظاهرهم بعدم معرفتهم بالأزمة”.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية