رئيس التحرير
عصام كامل

من ميكروفون الإذاعة إلى شاشة التليفزيون..حكاية «رضوى» أول مذيعة كفيفة (فيديو وصور)

فيتو

حين كانت في العقد الأول من عمرها، تولد لديها شغف الحديث المتواصل، التعبير عن ذاتها بالكلام، لم تترك حلقة نقاشية إلا وكانت "رضوى حسن" أول مذيعة راديو وتليفزيون "كفيفة" في مصر والوطن العربي، العضو الأبرز بها، كثيرة الحديث، فصيحة اللسان، بشوشة الوجه، ما دفع كثيرون للالتفاف حولها.

ظلت رضوى تتابع بنهم بالغ برامج الراديو والإذاعات الدولية والمحلية، تعلقت روحها بصوت المذيعة الكبيرة "إيناس جوهر"، أصبحت إذاعة الشرق الأوسط أنيسها في ليالِ كثيرة، كانت تُحضر شرائط "الكاسيت" الفارغة، وتترك العنان للسانها يفصح عما يخفيه :" أنا من صغري رغاية جدا وبحب الكلام وكنت بحلم أكون مذيعة لهذا السبب، الراديو شكل شخصيتي منذ صغري أكثر من التليفزيون". 

 خطأ طبي قديم، حال بينها وبين نور البصر لأكثر من سبعة وعشرين عاما ولدت قبل الموعد المحدد لها، ما دفع الطبيب لوضعها في إحدى الحضانات لحين اكتمال النمو بشكل سليم، ولأسباب طبية وتشخيصات خاطئة، فقدت رضوى البصر: " أكملت حياتي بعد كده بشكل طبيعي ومتأثرتش بالحدث ده".. تتحدث رضوى.

كان العمل بالإعلام، الحلم الذي يداعب خيالها طوال الوقت:" أنا من صغري رغاية جدا وبحب الكلام وكنت بحلم أكون مذيعة لهذا السبب، الراديو شكل شخصيتي منذ صغري أكثر من التليفزيون"، حتى الإذاعات المدرسية كنت المشارك الأهم والأبرز بها، " ذاكرت في الثانوية العامة بمجهود كبير واجتهدت، لأحصل على مجموع يؤهلني لدخول كلية الإعلام، وبالفعل التحقت بالكلية التي أريدها قسم الإذاعة والتليفزيون".

 منذ أن تخرجت من كلية الإعلام عام 2011، لم يدعها شغفها وتعلقها بالعمل الإذاعي تندمج في وظيفة أخرى، عملت لنحو ثلاث سنوات "كول سنتر" بعدة شركات، ثم دأبت على حضور الدورات التدريبية الإذاعية، وخلال المشاركة في إحدى الدورات تلقت دعوة للمشاركة في حلقة تلفزيونية مع النجم خالد النبوي في برنامجه "ابتدي"، وذلك عام 2014، عفويا أطلقت مطلبها على الهواء:" أنا نفسي اشتغل مذيعة". أيام قليلة ودعتها المحطة للعمل في برنامج "يلا بينا" الذي يذاع كل سبت في تمام الثانية عشرة ظهرا. 

ظلت رضوى تداوم على تقديم برنامجها الإذاعي اليومي "يلا بينا" تناقش برفقة زميلتها رغدة الشيمي، موضوعات مجتمعية تختص بالأعمال الريادية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، حتى شهر فبراير 2018، حينما رشحتها المحطة الإذاعية للعمل في أحد برامج فضائية DMC، وبالفعل شهد هذا الشهر لحظة وقوفها الأولى أمام شاشات التليفزيون، في برنامج "السفيرة عزيزة" الأسبوعي، تستقبل المكالمات الهاتفية، والرسائل النصية وتعليقات المشاهدين على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، مستعينة ببرامج "الناطق الصوتي" الذي يقرأ لها الرسائل النصية: " فيه برامج للنطق يتم تحميلها على الهاتف، أو أجهزة الكمبيوتر للمساعدة على قراءة المنشورات على السوشيال ميديا، وكنت بستغرب دايمًا عدم معرفة الجمهور بالبرامج دي، وأدركت ذلك من خلال منشور انتشر عليه سؤال «هي هتشوف البوست إزاي؟»، وقمت بالرد على المتساءلين، وشرحت لهم طبيعة البرنامج المُستخدم في ذلك".

لم تأبه رضوى كثيرا بالتعليقات "السلبية" التي خرجت من البعض: "فيه حد قال هي حلوة بس متشتغلش مذيعة، وحد قال سيبوها تظهر لكن تلبس نظارة، أنا مش هلبس نظارة، وأكيد طبيعي إنه محدش يتفق على حب شخص"!.

رغم النجاح الهائل الذي حققته برامجها الاذاعية إلا أن رغبة الظهور على الشاشة ظلت ملازمة لرضوى:" لم أتوقع العمل بالتليفزيون، ولكن دائمًا ما كنت اُسأل إن كان عندي الرغبة للعمل بالتليفزيون، وكانت دايما أجيب بنعم، أريد تجربة العمل التليفزيوني، وأستطيع النجاح بها، لحصد خبرة جديدة، وإثبات إنني أتمكن من العمل بأي مجال، وتعلمت كثيرا من هذه التجربة، وسعيدة جدا بها".
حالة من القلق والترقب صاحبت رضوى خلف الكواليس قبيل دقائق من طلتها الأولى على الشاشة : "الساعة الأولى على الهواء كانت محفوفة بالقلق والتوتر، فأنا اعتدت الوقوف أمام الكاميرا كضيفة وليس كمقدمة برنامج، ولكن الأمر اختلف بعد فرصة التقديم التليفزيوني، وبدأت التركيز على مظهري أمام الكاميرا، وطريقة الكلام".

تقديم برنامج هادف موجه للأطفال أمنية تتمنى رضوى تحقيقها مستقبلا:" إحنا عندنا قصور في تقديم البرامج للأطفال، لأن الأطفال يتعاملون مع الثقافة الغربية بشكل أوسع حاليًا".


الجريدة الرسمية