رئيس التحرير
عصام كامل

الطيران المدني.. والقيادة الرشيدة


ظاهرة التغيرات التي شهدتها الشركات التابعة لوزارة الطيران المدني في الآونة الأخيرة _تجعلنا نفتح ملفًا في غاية الحساسية والأهمية، ألا وهو القيادة الناجحة التي يمكن الاعتماد عليها دون غيرها خلال هذه المرحلة المهمة، والتي تأتي مع عهد جديد وقيادة جديدة لهذا المرفق الحيوي، مع تولي الفريق يونس المصري مهامه، والذي أصر منذ الأيام الأولى لتولي منصبه على تجديد الدماء لعبور أزمات متراكمة منذ سنوات. 


وهو يدرك أنه المسئول الأول عن الطيران المدني أمام القيادة السياسية، وأي خلل فيه سيتحمله دون غيره، الوزير أجري التغييرات ورؤساء الشركات هم أيضًا ساروا على هذا النهج، فكانت أكبر حركة تغييرات لم يشهدها هذا المرفق من قبل، بعض التغييرات أصابها الصواب والبعض الآخر كان مثيرا للدهشة، لكن في النهاية هي وجهة نظر القيادة التي تحترم، لأنها مسئولة مسئولية كاملة عن قراراتها. 

نحن ندرك أن النجاح في القيادة يتوقف على قدرة القائد على التفاعل مع مرؤوسيه وتحقيق أهدافهم وحل مشاكلهم.
المرئوسون عامل مؤثر في نجاح القيادة أو فشلها، والقائد الناجح هو الشخص الذي يتصف بخصائص وقدرات خاصة تميزه عن غيره، ولا بد أن يتحلى بالعزم والتصميم والمثابرة والإصرار والقدرة على الاحتمال وأيضًا الأمانة والإخلاص والطموح والشهامة والنزاهة والثقة بالنفس.

أغلب هذه الصفات لم تكن متوفرة في بعض القادة الذين تم الإطاحة بهم من مناصبهم، نتيجة فشلهم الذريع لأنهم أتوا إلى مناصبهم من باب أهل الثقة وليس الخبرة والكفاءة والعلم.. هؤلاء الراحلون انفردوا بالسلطة ولم يستمعوا إلا لأنفسهم و أداروا منظومة العمل بطرق عشوائية، والمؤامرات على الشرفاء الذين تم سلب حقوقهم عنوة، ولم يجدوا طوق النجاة لأن المنظومة قد أصابها الشلل.

القيادة الجديدة الراشدة تعي جيدًا أن فشل القائد يعني فشل منظومة العمل بأكملها، وربما انهيارها التام ونجاح أي منشأة يعتمد بنسبة كبيرة على أسلوب القيادة التي تدار من خلال القائد.
الجريدة الرسمية