كوريا الجنوبية قبلة النشطاء المصريين.. تمنح حق اللجوء في المطار.. الحصول على عمل خلال 3 أشهر بحد أدنى 70 دولارا يوميًّا.. معاملة الطلاب كأبناء البلد.. ومنح دراسية للمهاجرين تصل لـ 4 آلاف دولار
حقيبة وجواز سفر وتذكرة طيران كل ما يتكبده اللاجئ السياسي للوصول إلى "سيول" العاصمة الكورية الجنوبية، والتي باتت مطمعًا للعرب من المصريين والسوريين ومؤخرًا اليمنيين، في ظل التوترات السياسية والاضطرابات الاقتصادية التي شهدتها المنطقة خلال الثماني سنوات الماضية مع تغير السياسات واختلاف الأنظمة، إلا أنه لا تزال تساؤلات عدة حول الأسباب الرئيسة لاختيار كوريا الجنوبية دون غيرها للجوء العرب والمصريين تحديدًا.
اللجوء لكوريا الجنوبية
كوريا الجنوبية باتت دولة مستهدفة من قبل الناشطين السياسيين خلال العامين الماضيين تحديدًا، وهذا يرجع إلى عدة عوامل، أولها أن دخول كوريا لا يتطلب من المصري الحصول على تأشيرة دخول، وأيضًا كونها من البلدان التي تمتلك قوة اقتصادية عالية تصنف مع الأوائل في العالم، حيث إن معدل الدخل الفردي فيها مرتفع يفوق ١٥٠٠ دولار شهريًا، ويعتبر جواز سفرها من أقوى الجوازات من خلال احتلاله للمرتبة الثالثة عالميًا.
طلب اللجوء في المطار
إجراءات اللجوء إلى كوريا الجنوبية تأتي ضمن الأسباب التي تحفز الناشط المصري للتفكير في السفر إلى هذا البلد، ولا سيما أن الأمر لا يتطلب إلا التقدم بطلب اللجوء فور الوصول إلى المطار الكوري، أو مكتب الهجرة بالعاصمة «سيول»، وبعدها تجرى مقابلة مع مسئول رسمي، يشرح فيها طالب اللجوء عن الأسباب والدوافع التي اضطرته إلى مغادرة بلاده ليلجأ إلى بلدٍ آخر.
الحق في العمل
ويتجدد للجوء في كوريا الجنوبية كل سنة أو 6 أشهر، وحاليًا خفضت المدة لتصل إلى ثلاثة أشهر، من بعدها يصبح من حق اللاجئ البحث عن عمل داخل الدولة، وهو الأمر المتوفر هناك بكثرة، ولا سيما الوظائف العادية للعمال والأجر في أضعف حالاته لا يقل عن 70 إلى 80 دولار في اليوم الواحد بالإضافة إلى أن أغلب المهن توفر وجبة غذاء على الأقل في اليوم، وهو ما يراه اللاجئ المصري مناسبًا، يستطيع من خلاله توفير مصروفات إيجار سكن بنحو ٢٠٠ دولار شهريًا.
منح دراسية
كما تقدم كوريا الجنوبية منحا كل عام ما بين بكالوريوس، وماجستير، ودكتوراه، بل تعفي اللاجئين من التعقيدات التي تفرضها على الطلاب الكوريين أنفسهم، ويتعاملوا أثناء الدراسة كأي طالب ومواطن كوري، وهو الأمر الذي يلجأ إليه الناشط المصري، إذ تقدم للطلاب المهاجرين منحا براتب شهري من ٩٠٠ إلى ٤٠٠٠ دولار، إلا أنه مع كثرة توافد اللاجئين إلى الدولة، بدأت تتعامل بحذر مع مهاجري الدول الفقيرة، من خلال السؤال عن حساب بنكي، وغيرها، وربما يرحل إلى بلاده بحجة أنه هناك شكوك حول إقامته في كوريا.
الترحيل
وهناك حيلة يستعملها العديد من الناشطين لعدم الترحيل إلى مصر مرة أخرى، وهي أن يشتري تذكرة طائرة من بلده إلى ماليزيا أو أي بلد آسيوي آخر من خلال البحث عن أرخص رحلة بالطائرة لدولة آسيوية، بعدها يمكث في أحد فنادقها ذات السعر الزهيد لمدة 5 أيام أو أسبوع، ومن هنا يمكنه حجز طائرة من ذلك البلد الآسيوي نحو العاصمة الكورية سيول، عند وصوله إلى المطار الكوري سيلاحظ في جواز سفره أنه كان في ماليزيا أو الفلبين وقضي فيها وقتا قصيرا، وبذلك يتأكدون أنه مجرد سائح ولا ينوي الإقامة في كوريا.