سر انقلاب الإخوان على هشام عبد الحميد.. يمسك العصا من المنتصف ولا يقف في مربع الجماعة.. قيادات التنظيم وأتباعه يتهمونه بترويج القيم العلمانية من «منبر إسلامي».. وزوبع وراء إنهاء عقد «ال
هل انقلبت الإخوان على الفنان هشام عبد الحميد؟ سؤال يفرض نفسه حاليا، بعدما أصبح عبد الحميد غير مرغوب فيه، بتهم شتى، منها مسك العصا من المنتصف، على أمل العودة لمصر دون خلافات مع الأجهزة الأمنية، والترويج للعلمانية من على منبر إسلامي.
معنا أو علينا
ترفض الإخوان من حيث المبدأ من يمتطي قنواتها، بحجة فرض النقاش الهادئ على الشاشات، والتقريب بين الأيدلوجيات؛ ربما تسمح للبعض بالاختلاف، وأن يتمسك بليبراليته أو حتى علمانيته إن كان كذلك، شريطة أن ينطلق دائما من الفكرة الإخوانية ويضعها بوصلة له مثلما يفعل الكثير من مدعي الليبرالية الذين يظهرون على المنابر الإخوانية، لا للدفاع عن أفكارهم، بل للترويج لمشروع التنظيم.
وكان أيمن نور، استطاع استقطاب هشام عبد الحميد قبل عامين، ليقدم برنامجا بعنوان بالتأكيد، وحاول عبد الحميد الحديث عن الوجه الآخر له، وظهر لأول مرة بحس سياسي ثقافي من طراز مختلف، خاصة أنه لم يستسلم للأصولية التي باتت عنوانا لقناة الشرق وحاول نشر التنوير بين جنبات هذا التيار، وإبصاره بضرورة رفع شعار الإنسان أولا، وهي القناعات التي لم تلق قبولا عند الجماهير الإخوانية، والتيار الإسلامي عموما، وأصبحت كل حلقة لعبد الحميد، تحفل بالعديد من الموجات الهجومية الشرسة ضده.
صلب الفكرة التي تغرب من أجلها الفنان، الذي قدم أدوارا لاتنسى في تاريخ السينما، ولا تتماشى بأي حال مع مسيرته الحالية، التي انتهى إليها بقنوات التطرف بإسطنبول، تجنب نقد الأشخاص، أو التجريح المباشر فيهم، وهو ما لم يعجب القيادات الإخوانية، وبحسب مصادر، كانت هناك ضغوط مكثفة على أيمن نور، رئيس مجلس إدارة القناة، لإنهاء عقد عبد الحميد، بسبب عدم تقديم برامجه أي دفعة للقضية التي تجمع مطاريد المعارضة في الخارج.
ضغوط مكثفة لإبعاده
الضغوط التي تمارس لإبعاد عبد الحميد، يرفضها نور حتى الآن، لتعارضها مع مشروعه، الذي نال الدعم من ممولي قناته من أجله، ويشمل استقطاب أطياف من مختلف رموز المجتمع المصري، ثم دمجهم عبر خطوات متأنية في المشروع العابر للحدود، الذي يستهدف إعداد جبهة متكاملة الصفوف والمشارب الفكرية والسياسية المختلفة.
ويكثف أيمن نور جهوده في الفترة الحالية، لإعطاء برهان قوي على قدراته السياسية في الحشد، وحتى يصنع هالة من الأضواء حوله، تعوض تراجعه على جميع المستويات منذ اندلاع ثورة يناير، التي لم يكن من النجوم البارزين في صفوفها الأولى، وهو ما أفقده كل شيء، وأصبح يبحث عن تحالف مع أي تيار يعيده للصورة من جديد، وهو الأمر الذي وجده على الرحب والسعة من الإخوان.
نهاية هشام عبد الحميد
وأكثر ما يعبر عن نهاية هشام عبد الحميد، المحتملة وإبعاده من الظهور على قنوات الإخوان، ما نتج عن استضافته في برنامج القيادي الإخواني حمزة زوبع «الآن أتكلم» في رمضان الماضي، والذي دشنه خصيصًا لتعرية المعارضة، التي تقف في نفس صف الجماعة، وإبصارهم بحقائقهم وحتى يثبت لهم أولا قبل الذي يوجه لهم البرنامج من الأتباع، أن الإخوان صاحبة الفضل الأول عليهم الآن.
وهو الخيط الذي تلقفه عبد الحميد، ودخل مع زوبع في صدام متتال، بسبب اتهامه بنشر العلمانية على الشاشة، والتعامل معه بنوع من الازدراء لأفكاره، وانتهت الحلقة بنظرات عصيبة، تعبر بشكل واضح عن خلاصة التجربة، وما يكنه كل منهما للآخر بشكل حقيقي، دون زيف على الشاشة، أو محاولة مفتعلة للتقارب بين خصمين، من مشارب مختلفة، في الأفكار، والأهداف، والسلوك.