رئيس التحرير
عصام كامل

من قتل حسن البنا؟


"الإخوان المسلمين" كما يطلقون على أنفسهم هى ليست جماعة أو مجرد حزب بل تنظيم دولى منتشر فى كثير من بلدان العالم وكلمة تنظيم تنطبق عليها كل الأحكام العسكرية فكما لأفراد الجيش السمع والطاعة لقادتهم فكذلك يكون أفراد التنظيم.


والقياس هنا مع الفارق الكبير بين أهداف هذا وذاك فالجيش ولاؤه الأول للوطن وتنظيم الإخوان وطنه لا يتعدى أسوار التنظيم أينما وجد.. فلا وطن له.

فقيادات تنظيم الإخوان هدفها الكبير هو فرد سلطانها على العالم أجمع بحجة أنهم يضحون بأرواحهم من أجل نشر الإسلام وتطبيق شرع الله على الأرض ومن هنا يستقطبون أفرادهم من الجامعات والمدارس والمساجد وبالتالى لابد أن يغرسوا فى عقول مناصريهم فكرة تكفير المجتمع وبالتالى استحلال سفك دماء معارضيهم لأنهم طبقا لفكرهم كفرة ويعيقون المشروع الإسلامى العظيم.

ولا تظن أن التيارات الأخرى المتبعة نفس المنهج بعيدة عن عباءة الإخوان فكل الفروع والفرعيات تنبثق من جسم واحد وإن اختلفت المسميات. فالفرق بين مجموعات تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية وبين تنظيم الإخوان المسلمين كالفرق بين حزب الحرية والعدالة ومبنى الإرشاد فى المقطم.

وإن اختلفت القيادات وإن حدث خلاف سياسى بين ما يطلقون على أنفسهم بالسلفيين ممثلا فى حزب النور وجماعة الإخوان هى اختلافات مصالح فقط لا غير فداخل جماعة الإخوان نفسها يحدث شقاق وخلافات لكن داخل حدود التنظيم لا تُرى ولا تُسمع. شىء عادى المهم هو وحدة الاتجاه والهدف المشترك الذى يجمع كل هذه الأطياف وهو السلطان والحكم لا أكثر وزرع الفتنة داخل المجتمع الواحد بين مسيحيين ومسلمين ومسلمين وبعضهم حتى تحدث الفرقة التى يتبعها دوام سيادتهم على الحكم وضمان استمرارية ولاء مناصريهم لهم.

فإذا بحثنا تاريخ هذا التنظيم من بداية إنشائه سنة 1928 حتى الآن وبعض من قائمة الاغتيالات التى قاموا بها رغم اعترافهم ببعضها وإنكارهم للبعض الآخر فالكذب تطور طبيعى لأفراد يعيشون فى هذا المناخ.

كقتلهم للقاضى أحمد الخزندار عام 1948. وقتلهم للإمام يحيى بن حميد حاكم اليمن وهو على فراش المرض حيث فكر حسن البنا فى الانقلاب عليه لإقامة حكم إخوانى فى اليمن رغم ما كان يربط حسن البنا بالإمام حسن من علاقات أسرية طيبة. واغتيال النقراشى باشا رئيس الوزراء لأمره بحل جماعتهم. وقتل المهندس سيد فايز عضو تنظيم الإخوان لاعتراضه على قتل النقراشى باشا وقتل الرئيس السادات بعد آخر خطاب له فضح فيه الإخوان واعتذر على أنه أعطاهم تلك المساحة السياسية وقال إنها كانت عن جهل منه بنواياهم وإنه لم يكن يعرف حجم خطورتهم وكان هذا الخطاب أمام مجلس الشعب.

حتى مؤسس هذا التنظيم عندما أفاق على التنظيم ووجده وقد تحول إلى عصابة مافيا قال قولته الشهيرة إنهم ليسوا "إخوان" ولا مسلمين وكان ينوى أن يعيد التنظيم إلى سيرته الأولى الدعوية ولكنه قُتل وألصقت التهمة بالملك فاروق.

لكن هل يصدق أن يُقتل مؤسس تنظيم كهذا بتفكيرة الدموى وأن يترك ثأره من قاتله بالرغم من وجود مئات الفرص لقتل الملك فاروق حينذاك فى مصر أو فى الخارج ولكنهم يعلمون أنهم هم القتلة الفعليون؟

لقد صنع البنا ذئابا بشرية تعودت واستحلت أكل الدم واللحم ليستخدمها جنودا ضد أعدائه ومعارضيه فعندما حاول أن يغير سلوكها أكلوه ووقفوا يأخذون عزاءه.

يهدمون الدين ويحسبون أنهم يحسنون صنعا يا لها من كارثة وسرطان لا يمكن أن يتكهن أحد إلى أى مدى ستصيبوننا بوائقة.

لم يتبق غير مؤسسة واحدة فى الشرق الأوسط هى المؤسسة العسكرية المصرية التى إن اخترقت بواسطة الإخوان أو تأخونت أو تأسلفت سينهار الشرق ولن يكون له رأس يرفعه.
الجريدة الرسمية