انهيار عرش نتنياهو.. «بيبي» بين مطرقة الشواذ وسندان الأحزاب الدينية
لم يكن الأسبوع الجاري في تل أبيب أسبوعًا عاديًا بل كان وبالًا على رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الملقب في إسرائيل بـ "بيبي"، وشكل هذا الأسبوه حرجًا كبيرًا له مهددًا مستقبله السياسي وإمكانية بقاءه في الحكم، بل ويشعل النار المستعرة حول إمكانية حل حكومته والذهاب إلى انتخابات مبكرة، ويرصد الإعلام الإسرائيلية ثلاثة أحداث وصفها بالعواصف السياسية التي تعجل بالإطاحة بـ نتنياهو.
قوانين الكنيست
ويشير الإعلام الإسرائيلي إلى أن عددًا من القوانين الأخيرة التي صادق عليها البرلمان الإسرائيلي "الكنيست" شكلت هزة أرضية في الحياة السياسية في إسرائيل وكان لها تبعاتها على رئيس وزراء الاحتلال ومن بين تلك القوانين قانون القومية قانون تأجير الأرحام.
مجتمع الشواذ
العاصفة السياسية الأولى يقودها داخل دولة الاحتلال ضد نتنياهو هو مجتمع الشواذ جنسيًا، ويمكن القول أنهم أعلنوا الحرب ضد نتنياهو، وخرجت مسيرات عدة هذا الأسبوع ضده في تل أبيب، وذلك احتجاجًا على قانون حق تأجير الرحم لإنجاب الأطفال، الذي صادق عليه مؤخرًا الكنيست الإسرائيلي والذي يرفض منع تأجير الأرحام للشواذ، غير أن أغلبية النواب رفضوا التعديل الذي اقترحه النائب المثلي عن حزب الليكود، أمير أوحانا، على القانون ليتيح تأجير الأرحام للشواذ، وواجه نتنياهو، العاصفة بنفسه لمعارضته التعديل بعد أن سبق وتعهد أنه سيدعمه.
الأحزاب الدينية
لعبة السياسة كانت حاضرة في قرار تراجع نتنياهو وعدم التزامه بكلمته أمام الشواذ، وذلك من خلال صفقة عقدها مع الأحزاب الدينية التي ترفض الفكرة، وفي المقابل يحصل على دعمهم لمشروع قانون القومية المثير للجدل.
وحسب التقارير العبرية فإن نتنياهو ربما سيقوم بتصحيح الضرر الذي يلحق بالرأي العام، لكن الانطباع هو أنه لن ينجح في تعديل قانون القومية، وخاصة أن القانون تم تمريره بأغلبية 62 من أعضاء الكنيست. وبعبارة أخرى، من أجل تغييره أو تعديله، يجب تعبئة الأغلبية المطلقة. السؤال الذي يطرح نفسه: مع أي أغلبية مطلقة سيقوم رئيس وزراء الاحتلال بتعديل قانون القومية؟ مع حزب الليكود اليميني المتطرف الذي لا يوافق على تغيير حرف في القانون؟ أم الحزب المتشدد "البيت اليهودي"؟
العاصفة الثانية
العاصفة الثانية تتمثل في احتجاجات الطائفة الدرزية ضد نتنياهو اعتراضًا على قانون القومية الذي يعتبر إسرائيل هي بيت اليهود ويشمل بنودًا عنصرية، فضلًا عن نزع حقوق العرب وحتى الدروز الذين لهم ولاء لإسرائيل ويخدمون في جيش الاحتلال.
العاصفة الثالثة
أما العاصفة الثالثة التي يواجهها نتنياهو هي غضب مستوطني الجنوب بسبب سوء الأوضاع على حدود قطاع غزة، وخرجت هذا الأسبوع تظاهرات المستوطنين الإسرائيليين المقيمين في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، على ما وصفوه بتراخي حكومة الاحتلال في التعامل مع الوضع الأمني في غلاف القطاع وفي النقب الغربي، وتسببت إطلاق البالونات الحارقة من غزة بحرائق وخسائر فادحة في لأشهر الأخيرة لدولة الاحتلال، ورفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها: "الجنوب يحترق، نريد الأمن".