رئيس التحرير
عصام كامل

خوزيه موخيكا.. رئيس أوروجواي الزاهد «صور»

فيتو

يرتبط منصب "رئيس الدولة" في أغلب الأحيان بالثروة الضخمة والرفاهية في المسكن والمعيشة ولكن الغريب هو أن يزهد رئيسا لإحدى الدول في المال وأن يكون معروف عنه الكرم على الرغم من حالته المادية السيئة.


قبل يومين تقدم رئيس أوروجواي السابق "خوسيه موخيكا" باستقالته من عضوية مجلس الشيوخ التي شغلها منذ عام 2015 بعد انتهاء فترة ولايته لرئاسة البلاد التي استمرت 5 سنوات، لكنه أثار دهشة الجميع بسبب رفضه الحصول على أي راتب تقاعدي عن فترة خدمته كعضو في مجلس الشيوخ.

أفقر رئيس
ولد صاحب لقب أفقر رئيس بالعالم في يوم 20 مايو عام 1935، ويبلغ 83 عامًا، وفي 2010 أصبح رئيسًا لجمهورية أوروجواي لمدة 5 سنوات، بعد أن كان وزير الثروة السمكية والزراعية عام 2005 حتى 2007 ثم أصبح بعدها عضوًا في مجلس الشيوخ.

حصل على لقب "أفقر رئيس" لحصوله على راتب شهري قدره 12.500 دولار، لكنه كان يتبرع بـ 90% من راتبه للجمعيات والمؤسسات الخيرية، كما أنه اعتاد على قول إن المبلغ المتبقي يكفيه للعيش حياة كريمة، فهو يفضل أن يعيش كما يعيش شعبه، كما أنه كان مقاتلًا سابقًا في منظمة "توباماروس" الثورية اليسارية إلى أن فاز بالانتخابات الرئاسية لسنة 2009.

رئيس خارق
رفض العيش في قصر الرئاسة وأن يكون له موكب رئاسي حتى أنه لا يملك أي سيارات رئاسية سوى سيارته الخاصة من طراز "فولكس فاجن بيتل"، كما أنه لا يحب ارتداء البدل الرسمية فهو اعتاد أن يطلق عليها "دهاء البشرية".

اكتسب محبة شعبه الشديدة بسبب تفكيره الدائم بالفقراء من أبناء شعبه، وخاصة المشردين تحديدًا في فترة الشتاء كونهم لا يجدون مساكن تأويهم وتحميهم من البرد، حتى أنه عرض على المصالح الاجتماعية في حكومته استعمال بعض أجنحة القصر الرئاسي في العاصمة لتوفير المأوى للمشردين في حالة عدم كفاية المراكز.

دعا العالم للمفاوضات لضمان زرع السلام بدلًا من إنفاق مليارات الدولارات على الحروب.

استضافة الأيتام
قرر خوزيه استضافة 100 يتيم سوري في بيته الصيفي ممن أجبرتهم الحرب الأهلية على اللجوء للدول الأخرى، بجانب مرافقة كل طفل من اللاجئين بأحد من ذويه، خاصة بعد أن رفضت الولايات المتحدة مايقارب 135 ألف آخرين قبل 5 أعوام.

يكره الثأر والدم والعنف، ورغم حب شعبه له إلا أنه تعرض لإطلاق النار علية تقريبًا 6 مرات بجانب تعرضه لإصابات مختلفة.

إعادة التصنيع

يحب البيئة، ويؤيد حمايتها بشكل كبير حتى أنه في عام 2012 وفي المؤتمر رقم 20 للبيئة اقترح على كل الدول تنمية حماية البيئة وخاصة في المجتمعات الغنية، وإعادة التصنيع والتدوير بدلًا من اللجوء للبيئة والقضاء عليها، حتى أنه رفض مشروع الطاقة المشتركة مع البرازيل من أجل الحصول على كهرباء بطاقة الفحم، وكان يركز على إعادة توزيع الثروة في بلاده لخفض معدل الفقر من 37% إلى 11%.

يمتلك مزرعة وروود خاصة به حتى أنه ترك رئاسة البلاد ليتفرغ لزراعتها والاهتمام بها بنفسه، دون الاعتماد على أحد، ويعيش فيها بجانب زوجته على مشارف مدينة "مونتفيديو".
الجريدة الرسمية