مصطفى أمين يكتب: رجب وحسين
في جريدة الأخبار صيف عام 1979 كتب الصحفى مصطفى أمين مقالا عن الزملاء الرسام مصطفى حسين (رحل في أغسطس 2014) والكاتب الساخر أحمد رجب قال فيه:
في سنة 1974 صدر قرار من الرئيس السادات بالعفو عنى بعد أن ظللت بالسجن تسع سنوات وعيَّننى مشرفا على صحف أخبار اليوم لكنى لاحظت أن الأخبار تنقصها الصور الكاريكاتيرية، وعلى الفور فكرت في عمل صورة بالصفحة الأخيرة، وصورة على عمود بالصفحة الأولى من أجل تنشيطها.
ولم يطل تفكيرى طويلا في الفنان الذي سيحقق لى الهدف الذي أنشده.. إنه أحمد رجب تلميذى الذي بدأ محررا في مجلة الجيل وكان أسلوبه الساخر لافتا للنظر شجعته في البداية أن يقوم برسم الكاريكاتير لكنه لم يكن مستعدا لذلك ولكن أعلن استعداده إعطاء أفكار للرسامين وعليهم التنفيذ.
بدأت أفكر في رسام موهوب ينفذ أفكار أحمد رجب وعرفت أن عندنا رساما في الأخبار اسمه مصطفى حسين يقوم برسم القصص واخترته لكى ينفذ الفكرة فوجئت في نهاية الشهر الأول أن توزيع الأخبار قد زاد 100 ألف نسخة وجاءنى تقرير التوزيع أن الزيادة سببها الكاريكاتير الذي ينشر على الصفحتين الأولى والأخيرة على الفور قررت منح مائة جنيه زيادة في مرتب أحمد رجب ومصطفى حسين، ثار المحررون وارسلوا شكاوى إلى الرئيس السادات.
اتصل بى الرئيس السادات وسألني هل صحيح أعطيت زيادة مائة جنيه لمحرر في مرتبه شهريا، قلت له: لقد حدث هذا فعلا ولكن لاثنين من المحررين وليس واحد فقط.
قال السادات وكيف يحدث ذلك، أليس من الأفضل لو أنك أعطيت لكل محرر وعامل 50 قرشا زيادة في الشهر لتسعد جميع العاملين.
قلت: لا.. إننى كنت سأسعد الفاشلين، إننى فقط أكافئ المجتهدين.
أثر تلك الحادثة الشهيرة أن بدأ الرسامون في كل الصحف يحصلون على مبالغ جيدة نظير عملهم، فقد كان عبد المنعم رخا وهو رسام مجلة الإثنين يحصل ثمانية جنيهات، وهناك رسامون يحصلون على جنيهين فقط أو ثلاثة، ومع ارتفاع مرتبات أحمد رجب ومصطفى حسين ارتفعت جميع مرتبات الرسامين في الصحف.
لقد أعطيت حرية النشر لأحمد رجب لكى يكتب ما يريد، ولم أكن أطلب منه أن يعرض على ما يكتبه أو يرسمه مصطفى حسين.
لأن تجرِبتى السابقة فى الكاريكاتير علمتنى بأنه لو وضع أي قيد على الكاريكاتير فإنه سوف يفقد قيمته على الفور وأنى أعتبر أن مصطفى حسين امتداد للفنان رخا، وأن أحمد رجب امتداد لى.