في ذكري رابعة.. كيف وصل الإخوان إلى طريق النهاية؟ دفعوا البلاد للانزلاق في مستنقع الحرب الأهلية.. رفضوا النداءات الدولية بفض الاعتصام واحترام رغبة الشعب.. حبيب: خسروا كل شىء بفشلهم وسوء تقديرهم
خمس سنوات مرت على فض اعتصام رابعة العدوية، «كربلاء» الجديدة، التي حاول الإخوان صنعها وفرضها على الواقع والتاريخ، للتهرب من مسئولية دفع البلاد لأول مرة في تاريخها، إلى شبح الحرب الأهلية، ولولا تدخل الجيش ومساندة الشعب في اختياره، لحدث ما لا يحمد عقباه.
تحريض على العنف
كانت التصريحات العدوانية ضيفة يوميا تلخص ما يجرى على منصة رابعة، "الشرعية الإخوانية" دونها الرقاب، وإما القبول بكافة شروط التنظيم، أو الموت في سبيل الجماعة؛ انطلقت التهديدات تجاه الدولة المصرية وأمنها، بدا واضحًا أن قيادات الإخوان يحرضون أنصارهم على أفكار الاستشهاد، وتأهيلهم نفسيا لمعركة محتملة مع الأمن، ستتسع بعدها مع المعارضة والأقباط، حتى تطال كل شبر في أرض مصر.
تطرف الإخوان وغاب عن أذهانهم المنغلقة الحلول السياسية، لأزمات هم من تسببوا فيها، بداية من السعي والهرولة لأخونة الدولة بكافة مؤسساتها، مرورا بالإصرار على وضع دستور مشوه، معادٍِ للحرية والدولة المدنية الكاملة، نهاية بالانقلاب على نفس الدستور، ومنح محمد مرسي بتحريض من الجماعة، صلاحيات أبدية وكأنهم آلهة، بما أدى في النهاية إلى انقطاع الحوار، واتساع مساحات الصراع مع القوى السياسية والمدنية المعارضة، التي حشدت نفسها والجماهير من خلفها، لإيقاف هذه الهستيريا في الحكم، التي عرضت كيان الدولة المصرية للخطر.
تمرد والأمل
كان المعني المهم لحركة تمرد، الانتشار في المدن والقري، وتحريك المياه الراكدة، وإشعال جذوة الأمل في شارع محبط، وتذكير جماعة الحكم بأن أحدا لن يستطيع وقف حركة التاريخ، وبالتأكيد الخيار الصحيح متى بدأت العجلة في الدوران، أن تكون جزءا من المستقبل، بدلا من أن يفوتك القطار بسبب المكابرة والعناد، يقول الكاتب الكبير، مكرم محمد أحمد في مقال له بالأهرام بتاريخ 28 مايو2013: «الإنصاف يقتضي الاعتراف بأن الاعتصامين في رابعة والنهضة لم يكونا سلميين»,
يقول محمد حبيب، النائب الأول السابق لمرشد جماعة الإخوان، ويضيف: الحكومة والأجهزة الأمنية أعطت للإخوان ومن معهم فرصًا كثيرة لفض الاعتصامين بشكل يحفظ الدماء والأرواح، لكنهم لم يقرأوا - كالعادة - تلك الرسائل، بل زادهم ذلك كبرًا وغطرسة وغرورًا، وتصوروا في لحظة أنهم يمثلون الطرف الأقوى.
كانت الإخوان بحسب غالبية القراءات الفكرية والسياسية لما حدث آنذاك، تؤكد أنها تتشدد في مطالبها، وترفض الخضوع للرغبة الشعبية بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، آملا في انتظار ما قد يلبي طموحها باستمرارها في الحكم.
يستكمل حبيب: عروض المصالحة والوساطات التي جرت على يد الوفود الأجنبية، لم تكن تعبر إلا عن ضعف مؤسسات الدولة، وهو ما جعل الجماعة ترفع سقف شروطها، لدرجة أن بعض قيادتها طالبت بعودة مرسي لسدة الحكم، وإلغاء قرار تعطيل دستور 2012، وعودة مجلس الشورى المنحل، بل وذهب بأحدهم الشطط أن يربط بين عودة مرسي للرئاسة، ووقف ما يحدث في سيناء من أعمال إرهابية.
الاستقواء بأمريكا
يتابع القيادي السابق بالجماعة الذي آثر الانفصال عن الإخوان قبل غرق السفينة: كانت مطالب الإخوان خارج السياق الذي فرضته عشرات الملايين، الذين خرجوا في 30 يونيو، و3 يوليو، و26 يوليو، وأصبح في حكم المؤكد، أن الإخوان ومن معهم يعولون بشكل رئيسى على دعم الإدارة الأمريكية لهم، والضغوط التي ستمارس على مؤسسات الدولة، على اعتبار أن مصلحتها مع عودتهم، ونسوا أن الإدارة الأمريكية تتعامل مع الأقوى دائما.
ينهي حبيب شهادته على الأحداث: خسروا كل شىء بفشلهم وسوء تقديرهم، وعدم إدراكهم لما يحدث حولهم، ويتابع: كانت أخطاء الإخوان قاتلة، وفشلوا في تحقيق الاستقرار السياسي، وكذلك فشلوا في إيجاد الحد الأدنى من التعافى الأمني، وفى التوصل إلى حلول للأزمة الاقتصادية الطاحنة، وأدى إعلانهم الدستورى المشئوم إلى الانقسام والتشرذم، والاحتراب الأهلي، والعنف المجتمعى، علاوة على انهيار دولة القانون، فكان مصيرهم الذي وصلوا إليه.
كانت الإخوان بحسب غالبية القراءات الفكرية والسياسية لما حدث آنذاك، تؤكد أنها تتشدد في مطالبها، وترفض الخضوع للرغبة الشعبية بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، آملا في انتظار ما قد يلبي طموحها باستمرارها في الحكم.
يستكمل حبيب: عروض المصالحة والوساطات التي جرت على يد الوفود الأجنبية، لم تكن تعبر إلا عن ضعف مؤسسات الدولة، وهو ما جعل الجماعة ترفع سقف شروطها، لدرجة أن بعض قيادتها طالبت بعودة مرسي لسدة الحكم، وإلغاء قرار تعطيل دستور 2012، وعودة مجلس الشورى المنحل، بل وذهب بأحدهم الشطط أن يربط بين عودة مرسي للرئاسة، ووقف ما يحدث في سيناء من أعمال إرهابية.
الاستقواء بأمريكا
يتابع القيادي السابق بالجماعة الذي آثر الانفصال عن الإخوان قبل غرق السفينة: كانت مطالب الإخوان خارج السياق الذي فرضته عشرات الملايين، الذين خرجوا في 30 يونيو، و3 يوليو، و26 يوليو، وأصبح في حكم المؤكد، أن الإخوان ومن معهم يعولون بشكل رئيسى على دعم الإدارة الأمريكية لهم، والضغوط التي ستمارس على مؤسسات الدولة، على اعتبار أن مصلحتها مع عودتهم، ونسوا أن الإدارة الأمريكية تتعامل مع الأقوى دائما.
ينهي حبيب شهادته على الأحداث: خسروا كل شىء بفشلهم وسوء تقديرهم، وعدم إدراكهم لما يحدث حولهم، ويتابع: كانت أخطاء الإخوان قاتلة، وفشلوا في تحقيق الاستقرار السياسي، وكذلك فشلوا في إيجاد الحد الأدنى من التعافى الأمني، وفى التوصل إلى حلول للأزمة الاقتصادية الطاحنة، وأدى إعلانهم الدستورى المشئوم إلى الانقسام والتشرذم، والاحتراب الأهلي، والعنف المجتمعى، علاوة على انهيار دولة القانون، فكان مصيرهم الذي وصلوا إليه.
