أنا ومحافظ سوهاج ونواب البرلمان وسد النهضة!

كنت أنتوي عدم الحديث من جديد عن أداء محافظ سوهاج الدكتور أيمن عبد المنعم، لقناعتي التامة أنه لا يقبل النقد ولا يعشق سوى المدح ولا يعتمد إلا على أصحاب الثقة دون الكفاءة.. ورغم مرور ما يقرب من شهر حتى الآن على وجودي بمحافظة سوهاج ومدينتي المراغة ومعرفتي بالكثير من المعلومات، ومشاهدتي الكثير من السلبيات فإنني كنت أفضل عدم الاهتمام، رغم أن هذا الأمر يعتبر خيانة لمهنتي وصاحبة الجلالة.

هذا القرار الداخلي بعدم الحديث عن المحافظ كانت له الغلبة طوال الفترة الماضية، رغم كل ما يمكن أن يقال من معلومات ثمينة وحقيقية حول علاقة المحافظ بنواب البرلمان بالمحافظة، وأسباب قتالهم مع قيادات الحكومة من أجل استمرار المحافظ في التعديل المقبل.. ورغم كل ما يقال عن مراكز القوى في كل مركز ومدينة وقرية بالمحافظة تم تشكيلها طوال الفترة الماضية وزيارات المحافظ لهم في الأفراح والأحزان دون غيرهم.. ورغم كل المآسي والمشكلات التي يعاني منها مواطنو المحافظة في جميع المصالح الحكومية الخدمية خاصة المستشفيات.

كل هذا انكسر وتحطم فوق صخرة "حب الوطن".. فإذا كان الموضوع يتعلق بالوطن فهذا عندي أهم من زعل وغضب المحافظ.. فعندما يعلم الصغير والكبير في مصر وخارجها أننا نعاني أزمة مائية طاحنة بسبب سد النهضة بإثيوبيا ويقوم رئيس الجمهورية والحكومة بالحديث عن ضرورة التوعية بهذه الأزمة وما يترب عليها بضرورة ترشيد الاستهلاك وعدم إهدار المياه، لأننا نعاني فقرًا مائيًا.. وللأسف نجد محافظ سوهاج على مرأى ومسمع من الجميع يتعمد إهدار مياه مصر بشكل مبالغ فيه..

فلا يوجد مواطن في محافظة سوهاج إلا ويعلم أن زيارات المحافظ للمدن والقرى أصبحت تعرف بـ"رش المياه" على الطرق والشوارع وجنبات الشوارع.. ولا أحد ينكر أن رؤساء المدن يحصلون على تعليمات واضحة وصريحة من المحافظ برش المياه وترطيب الشوارع بسبب هذا الحر (أملك صورًا واضحة تثبت ذلك).

فهل يعقل أن تقوم الدولة بتحرير محاضر ضد كل من يسرف في استهلاك المياه بالشوارع ونجد أحد قيادات الدولة وهو رئيس جمهورية سوهاج يهدر المياه بهذا الشكل المبالغ فيه لمجرد أنه يريد مشاهدة الشوارع نظيفة بالمياه أثناء مروره على إحدى المدن.. وهل يعقل أن يشعر الشعب المصري بأكمله أننا مقبلون على أزمة كبرى بسبب سد النهضة والمياه ونجد محافظ سوهاج يتعامل مع المياه بهذا الاستهتار المبالغ فيه.. ألم يشعر المحافظ أن أزمة المياه هي قضية وطن لا قضية مركز أو قرية أو حتى محافظة؟ 

ألم يخطر في بال محافظ سوهاج في أي وقت أن المياه النظيفة التي يتم رش الشوارع والطرقات بها بأوامر منه شخصيا تدخل ضمن نطاق مياه جمهورية مصر العربية.. ولا أعتقد بأي حال من الأحوال أن محافظ سوهاج لا يعلم أزمة سد النهضة؟! كما لا أعتقد أنني يمكن أتجاهل ما شاهدته بعيني في عملية إهدار المياه مع سبق الإصرار والترصد من مسئول في الدولة يفترض أن يكون هو صاحب السيف الذي يقطع يد كل من تسول له نفسه ويهدر المياه بهذا السفه!!

وفي الختام.. يجب أن يتوقف المحافظ وجميع مسئولي المحافظة في كل مكان فورا عن هذا العبث إذا كانوا فعلا يحبون الوطن.. فهذه المياه ليست ملك لهم لكن هي ملك لـ100 مليون مصري.. ويجب على نواب البرلمان أن يكون لهم دور حاسم وفعال في هذا الموضوع وأن يبتعدوا تماما عن المجاملات بحكم أن جميع طلباتهم مجابة لأن الموضوع في النهاية يتعلق بوطن وشعب وهم من المفترض نواب لهذا الشعب وليسوا نوابًا لمسئول!
اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.