رشيدة طليب.. أول مسلمة على عتبة الكونجرس الأمريكي
للمرة الأولى في تاريخ أمريكا ستدخل امرأة مسلمة الكونجرس، رشيدة طليب بعد فوزها في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي ستمثل الدائرة 13 في ميشيجن في الكونجرس. فمن هي رشيدة ولماذا خاضت الانتخابات وما هو برنامجها؟
دخلت رشيدة طليب وهي ابنة مهاجرين فلسطينيين التاريخ يوم الأربعاء 8 أغسطس حين فازت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي التي تخولها أن تصبح أول مسلمة تنتخب في الكونجرس.
وهذه المحامية السابقة البالغة من العمر 42 عاما فازت بانتخابات الديموقراطيين التمهيدية في ميشيجن متفوقة على خمسة منافسين ديمقراطيين ولم يتقدم أي مرشح آخر من الجمهوريين لمواجهتها وبالتالي ضمنت دخولها إلى مجلس النواب بعد انتخابات منتصف الولاية التشريعية في نوفمبر.
وقالت في تغريدة "شكر جزيلا لأنكم جعلتم هذه اللحظة الاستثنائية ممكنة. لا تسعني الكلمات للتعبير، أتطلع لتمثيلكم في الكونجرس".
وستصبح رشيدة طليب أول مسلمة في التاريخ تدخل الكونجرس بعد 12 عاما على دخول أول مسلم هو كيث ايليسون الذي انتخب لتمثيل مينيسوتا. وهناك عضو مسلم وحيد آخر في الكونغرس حاليا هو أندري كارسون الذي انتخب منذ عام 2008 في انديانا.
وبعدما بدت عليها علامات التأثر الشديد عند إعلان النتائج، عانقت طليب والدتها وهي ابنة قرية في الضفة الغربية حيث كانت بقية العائلة تتابع عن كثب مجريات الليلة الانتخابية. وقالت طليب وقد اغرورقت عيناها بالدموع "لقد تسمروا أمام شاشة التليفزيون، جدتي وخالاتي وأعمامي تجمعوا لرؤية حفيدتهم".
أسباب واضحة وراء ترشيحها
واعتبرت انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة كان بمثابة "إنذار" للكثير من النساء الأمريكيات اللواتي لم يتقدمن سابقا بمثل هذه الأعداد الكبرى لانتخابات الكونجرس، خصوصا من بين صفوف الديمقراطيين بعد سنة شهدت تداعيات حركة "مي تو" لضحايا التحرش الجنسي.
وأوضحت أن أسبابا شخصية أيضا دفعتها لخوض الانتخابات وخصوصا الصعوبات التي يواجهها ابناها لإيجاد مكانتهم في بلد أصبح بشكل متزايد معاديا للمسلمين الذين يشكلون نحو 1.1 بالمائة من الشعب الأمريكي.
وكانت أعلنت في مايو الماضي لشبكة "سي بي أس" نيوز أن انتخابها سيوجه "رسالة قوية" لكل الولايات المتحدة مفادها "نحن جزء لا يتجزأ من المجتمع ونريد أن نقدم له شيئا في المقابل مثل أي فرد آخر".
وهي ستخلف رسميا في كانون يناير الديموقراطي جون كونيرز (89 عاما) الذي اضطر للاستقالة بسبب اتهامات بالتحرش الجنسي بعدما أمضى أكثر من نصف قرن في الكونغرس. وطليب التي تحمل إجازة في القانون ولدت ونشأت في ديترويت وعملت محامية قبل أن تدخل عام 2009 إلى مجلس النواب في ولاية ميشيغن.
وتصفها سالي هويل، مديرة مركز الدراسات العربية-الأمريكية في جامعة ميشيجن ديربورن والتي تعرفها منذ 25 عاما، بأنها امرأة "حازمة وكفوءة وتعمل بجهد وتتمتع بجاذبية كبرى". وأضافت أنها "تهتم بالناس وبالمجتمع الذي نشأت فيه"، معتبرة أنها "لم تقم بحملة بصفتها مسلمة، وإنما كمواطنة من جنوب شرق ديترويت مسلمة الديانة.
لكن المجتمع المسلم الذي يشعر بأنه مهمش إلى حد كبير، ساند بقوة ترشيحها".
شخصية قوية
وكانت طليب قاطعت في أغسطس 2016 في ديترويت تجمعا انتخابيا لدونالد ترامب قائلة "إن أولادنا يستحقون ما هو أفضل" ودعته إلى قراءة الدستور الأمريكي، قبل أن تخرجها قوات الأمن من القاعة لمقاطعتها ترامب.
وقالت طليب لشبكة "سي أن أن" إن والدتها غضبت جدا قائلة لها "لقد أوقفوك مباشرة على التليفزيون الوطني" وردت بالقول "إنه أكثر تصرف أمريكي كان بوسعي القيام به".
وتدافع المحامية السابقة عن برنامج ينص على المساواة في الرواتب بين الرجال والنساء، والتعليم الجامعي المجاني مرورا بالصحة العامة وحقوق مثليي الجنس وإلغاء مرسوم الهجرة الذي اعتمده ترامب، إلى جانب حماية البيئة.
ورغم أن دائرتها كانت تعتبر منذ فترة طويلة أنها تميل إلى اليسار، إلا أن ميشيغن صوتت بغالبية للجمهوري دونالد ترامب خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة في سابقة لم تسجل منذ عام 1988 في هذه الولاية الصناعية.
وهناك ثلاث مسلمات أخريات مرشحات في أريزونا وماساتشوستس ومينيسوتا يأملن الانضمام إلى طليب في الكونغرس بعد انتخابات منتصف الولاية.
واستقبلت جدة رشيدة وأخوالها وخالاتها الجيران في قرية بيت عور الفوقا بالضفة الغربية وتجمعوا أمام المنزل المؤلف من طابق واحد بجوار أشجار الزيتون للتهنئة. وقال خالها بسام طليب "انبسطنا كتير وفرحنا وهذا فخر إلنا. إلنا كدار طليب.. كبيت عور.. كفلسطين.. كعرب.. كأمة إسلامية".
م.أ.م/ ع.ج (أ ف ب، رويترز)
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل