رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي: نرفض تحول اليمن إلى موطئ نفوذ لقوى غير عربية

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لإجراء مباحثات بينهما، وعقب انتهائها تحدثا إلى وسائل الإعلام في مؤتمر صحفي، واستعرض الرئيسان حرس الشرف وكبار المسئولين.


وقال السيسي في كلمته: "إنه لمن دواعي سروري أن أرحب اليوم بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أخًا وضيفًا عزيزًا في بلده الثاني مصر، وأن أنقل له تحية الشعب المصري الذي يكن للشعب اليمني الشقيق أصدق معاني الود والاعتزاز، بما يجمع بين بلدينا من روابط الأخوة والمحبة".

وأضاف السيسي: "إن زيارتكم الكريمة اليوم إلى مصر تكتسب أهمية خاصة في ظل المرحلة الدقيقة والمفصلية التي تمر بها الأزمة اليمنية، والتي امتدت تداعياتها لتُضاعف من التحديات الجسيمة التي تمر بها منطقتنا العربية، وتهدد أمنها واستقرارها بشكل غير مسبوق، وهو الأمر الذي يستلزم منا تضافر الجهود، وتعزيز التعاون والتنسيق فيما بين دولنا العربية، لدرء الأخطار المتصاعدة التي باتت تواجهنا جميعا، ولتغيير الواقع الصعب الذي يعيشه الشعب اليمني الشقيق".

وأكد السيسي أن أمن واستقرار اليمن يمثل أهمية قصوى ليس للأمن القومى المصرى فحسب؛ وإنما لأمن واستقرار المنطقة بأكملها، وقال: "إننا نرفض بشكل قاطع أن يتحول اليمن إلى موطئ نفوذ لقوى غير عربية، أو منصة لتهديد أمن واستقرار الدول العربية الشقيقة، أو حرية الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب".

وقال: "إن مصر ملتزمة بدعم واستقرار اليمن ووحدة أراضيه، ودعمها المتواصل للحكومة الشرعية اليمنية تحت قيادتكم، من أجل التغلب على التحديات الراهنة والتصدي بحزم لمن يريد العبث بمقدرات الشعب اليمني الشقيق، مضيفا أن التزام مصر تجاه اليمن هو التزام نابع من ثوابت سياستها الخارجية وما تنطوي عليه العلاقات التاريخية من متانة وخصوصية تشهد عليها عقود ممتدة من الكفاح والتعاون المشترك.

وفي إطار تأييد مصر للجهود الرامية للتوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية، وأهمية تحقيق التوافق بين مختلف الأطراف السياسية، أكد السيسي أن القاهرة ترحب بجهود المبعوث الأممي إلى اليمن، الساعية لاستئناف المفاوضات وفقًا للمرجعيات الأساسية المتفق عليها دوليًا، وفي مقدمتها المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وعلى رأسها القرار رقم 2216.

وأضاف السيسي: "لقد عقدتُ والرئيس جلسة مباحثات مثمرة، تناولت سُبل تدعيم وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على جميع الأصعدة، فضلًا عن مستجدات الأزمة اليمنية وكيفية التعاطي مع التحديات الراهنة وما تفرضه من تداعيات سياسية وأمنية، وتابع: "كما استعرضنا سويًا سُبل الدعم الذي يمكن أن تُقدمه مصر، من أجل دفع آليات الحل السياسي وتخفيف المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني الشقيق".

ولفت السيسي أنه على ثقة، في قدرة اليمن وشعبه العظيم، على استحضار موروثه الحضاري وثرائه التاريخي والثقافي، من أجل النهوض من عثرته، واستعادة عافيته، والانتقال بوطنه إلى مستقبل مستقر وآمن، دون النظر إلى أصحاب المصالح الضيقة، الذين يسعون بتدخلاتهم السافرة إلى جر اليمن بعيدا عن الإرادة والهوية العربية.

كما قال السيسي: "اسمحوا لي وأنا أجدد ترحيبي بالرئيس والأخ العزيز عبد ربه منصور هادي، أن أعرب عن خالص اعتزازي بشخصه، وأن أؤكد حرصي الدائم على تطوير أواصر العلاقات الأخوية بين اليمن ومصر، والتي مثلت ولا تزال حصنا منيعًا في مواجهة الأخطار المتصاعدة، وأساسًا راسخًا للانطلاق سويًا نحو مستقبل أفضل لنا جميعًا بعون الله".
الجريدة الرسمية