سر طلب تل أبيب من الإدارة الأمريكية عدم تقليص ميزانيات «الأونروا»
على نحو مفاجئ أرسلت دولة الاحتلال طلبًا إلى الإدارة الأمريكية تدعوها إلى عدم تقليص ميزانيات وكالة غوث لتشغيل اللاجئين "الأونروا"، في تصرف غريب منها ضد المنظمة التي تقدم يد العون إلى أهالي قطاع غزة، لكن الحقيقة لم تكن دولة الاحتلال لتفعل ذلك لولا أنه يخدم مصلحتها وليس حُبًا في أهالي غزة، وترجع الخطوة إلى عدة أسباب.
الخوف من المواجهة
صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أوضحت أن الطلب الإسرائيلي ينبع من الخوف من أن يؤدي تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة إلى زيادة فرص المواجهة العنيفة بين دولة الاحتلال وحماس في قطاع غزة إذا تدهورت الأوضاع الإنسانية إلى الأسوأ بسبب تقليص ميزانيات الأونروا وبالتالي تقليص المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع.
ودعت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب إلى تخفيض ميزانية المنظمة بشكل كبير، التي يعتقد الكثيرون أنها ستؤدي إلى تفاقم مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بدلًا من دفعها إلى الأمام.
دولة الاحتلال لديها رغبة في عدم تصعيد الوضع الإنساني في قطاع غزة أو على الأقل الحفاظ على ما هو عليه ليس رحمة بأهالي القطاع الذي يئنون من وطأة الحصار وإنما من أجل تقليل فرص الاحتكاك العنيفة مع القطاع.
تحمل المسئولية
كما تخشى دولة الاحتلال أن يؤدي تدهور الوضع الإنساني في القطاع إلى جعله عبئًا على الكيان الصهيوني الذي يخشى تحمل مسئولية سكانه.
وعلمت الصحيفة العبرية من مصادر مطلعة أن هذا الموقف أمام لممثلي إدارة ترامب منذ عدة أشهر، وما زال قائمًا حتى اليوم.
وزعمت الصحيفة، أن المنظمة أنشئت لمساعدة اللاجئين العرب في حرب 1948، لكن على مر السنين أصبحت الهيئة التي تتعامل مع ملايين الأشخاص الذين حصلوا على وضع اللاجئ، وفي إطارها تم تنفيذ عمليات تحريض.
مشكلات أمنية
وفي بداية عام 2018، أعلنت إدارة ترامب أنها ستُخفِّض ميزانية المساعدات الأمريكية للوكالة إلى النصف، ومنذ ذلك الحين، كانت الإدارة الأمريكية تُعيد النظر في جميع الدعم المقدم إلى الأونروا وهو ما ينذر بمشكلات أمنية وانهيار المرافق بغزة وهو ما لا تريده إسرائيل لأن ذلك سيكون له تداعيات خطيرة على الاحتلال.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه كجزء من إعادة النظر في دور الوكالة الدولية سعت الإدارة الأمريكية أيضا إلى الحصول على مشورة دولة الاحتلال وقدم ممثلو المؤسسة الأمنية الإسرائيلية المشكلات العديدة التي تنطوي عليها أنشطة الوكالة.
وأوضح مسئولو دولة الاحتلال أن إسرائيل ليس لديها أي اعتراض على تخفيض أنشطة الأونروا في الضفة الغربية لأن المنظمات الأخرى ستتولى مكان الوكالة لكنها طلبت من الولايات المتحدة ألا تقطع دعمها لأنشطة الأونروا في غزة لأنه لا يوجد أحد يستطيع أن يعوض مكانها.
الأزمة الصحية
وتخشى دولة الاحتلال أيضًا من تفاقم أزمة صحية ستؤثر على إسرائيل فورًا، وسبق أن قال رئيس وزراء الاحتلال في عدة مناسبات إن التلوث لا يتوقف عند الحدود، وكانت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي هددت في وقت سابق أن واشنطن ستوقف الدعم المالي المقدم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأنروا" إلى أن يعود الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات مع دولة الاحتلال.