رئيس التحرير
عصام كامل

«خيرا تعمل.. شرا تلقى».. حكاية ربة منزل قتلت شقيقة زوجها بـ 15 مايو.. المتهمة تذبح المجني عليها لسرقة مشغولاتها الذهبية لتجهيز ابنتها.. زوج القتيلة: «مشيت في جنازتها».. والكاميرات

فيتو

«خيرا تعمل.. شرا تلقى» مقولة تدل على من ينكرون الفضل، ويفضلون مصلحتهم على حساب الآخرين، كما فعلت سماح "45 عاما"، التي أعماها المال الحرام، وأنساها علاقة الدم بينها وبين شقيقة زوجها، فخططت لقتل عمة أبنائها لسرقة أموالها.



ست الكل
انتقل محرر «فيتو» إلى حي 11 ط بمنطقة 15 مايو بجنوب القاهرة، وأثناء وصوله وجد عزاء القتيلة، وشاهد سيدات يقدمن واجب العزاء، وداخل الشقة التي سالت فيها دماء "الحاجة أنوار عتريس أحمد" 62 عاما، ويجلس زوجها أحمد سعد أحمد، 55 عامًا، موظف، مهمومًا وقد أثقله التعب، ولا يقوى على الحديث أو النظر لأعلى، فالدموع لا تتوقف من عينيه، وقال بصوت خافت: "راحت ست الكل، الطيبة اللى كانت بتحب الخير للكل".. هكذا وصف شريكة حياته الراحلة.

عشرة العمر
زوجتى وعشرة عمري التي تحمّلت معي أعباء الحياة، حتى زواج أبنائنا، وكانت ترعاني وتسهر على راحتي، ولم تكل يوما مني، ودائما كانت تساعد الغير، ولم تغلق بيتنا في وجه محتاجين، وطالما ساهمت بتفريج كروبهم، ولم أكن أتوقع نهايتها بهذا الشكل"، هكذا تذكر الزوج إنسانية زوجته.

دموع الفراق
صمت قليلًا والدموع تسيل من عينيه وقال: "يوم الحادث كنت في العمل كعادتي، واتصلت بها لأطمئن عليها، ولكن دون مجيب، فهاتفها مغلق، وهنا بدأ القلق يساورني، وعدت مسرعًا إلى بيتي لأطمئن على زوجتي، وما إن وصلت حتى شممت رائحة الغاز تنتشر بالشقة والشارع".

هول الصدمة
تابع: "من ستر ربنا إنى مكنتش مولع سيجارة وقتها"، فأسرعت وفتحت باب الشقة، ودخلت فوجدت مفاتيح البوتاجاز مفتوحة جميعها، فأغلقتها، ثم فتحت النوافذ، وأثناء ذلك كنت أنادي على زوجتي، ولكن دون رد، فدخلت غرفة النوم، فوجدتها ملقاة على الأرض على وجهها، وفتحت نافذة الغرفة للتهوية، وناديت عليها، حيث ظننتها مغشيًا عليها من رائحة الغاز، فأدرت وجهها، فكانت الصدمة إذ وجدتها مذبوحة وبها طعنات في جسدها، فانتابتني حالة هيستريا وخرجت إلى الجيران أصرخ "مراتي ماتت، الحقوني، فاتصلوا بالمباحث والنيابة التي أتت لمباشرة عملها.

دموع التماسيح
وأردف: "المباحث بدأت في تفريغ الكاميرات، فرصدت تسجيلًا لسيدة تدخل العمارة ومعها طفل ما بين 14 و15 عاما، فطلبت من رجال المباحث التركيز عليهما، وتعرفت عليهما، وبصوت عال، صرخت: إنها زوجة خالي وابنها، وبسرعة وبعد أن جمعوا التحريات تأكدوا أنها القاتلة وقبضوا عليها، والمثير أن القاتلة وقت الحادث كانت تأتيني لمواساتي، ففي وقت الدفن وجدتها عند المقبرة، واستقبلتني قائلة "ماتت الطيبة"، وكانت تعد الطعام للمعزيين ممن أتوا إلينا من خارج القاهرة.

انتهى حديث زوج المجني عليها، فدخلت "ولاء" ابنة القتيلة، وقالت: "أمي كانت ست طيبة، بتساعد الكل، ليه تموت بالشكل ده، وأنا متزوجة في بولاق، ويوم الحادث تلقيت اتصالًا من والدي يخبرني "أمك ادبحت"، فهرولت مسرعة ولم أصدق ما سمعت، حتى صدمت بالفعل، فقد وجدت والدتي مذبوحة".

وأضافت ابنة المجني عليها، أخذني رجال المباحث لمشاهدة الكاميرات وتعرفت على زوجة خالي أثناء صعودها إلى العقار، ومكثت بعض الوقت، ثم نزلت مسرعة وفي يديها "كيس أسود"، واتضح أنها من قتلت والدتي لسرقتها لتجهيز ابنتها، وهي ست مصانتش الدم ولا العيش والملح، حسبي الله ونعم الوكيل".

وتابعت: "توجهت بصحبة الشرطة بعد ذلك إلى بني سويف محل سكن زوجة خالي، أثناء وجودها في العزاء، لتفتيش المنزل في عدم وجودها، وعثروا على هواتف محمولة، فواصلوا البحث، وبعد مرور 10 دقائق، عثروا على هاتفي والدتي، ولم أكن أتوقع أن زوجة خالي وراء ذلك، حتى عثروا على باقي الأموال والمشغولات الذهبية التي تخص والدتي، وبعدها سافرنا إلى القاهرة وتحفظت المباحث على القاتلة.

وفور مشاهدة المتهمة لرجال المباحث بصحبة ابنة القتيلة ظهر عليها الشك والريبة، وانهارت باكية، واعترفت بجريمتها، وقالت: إنها نظرًا لمرورها بضائقة مالية وكثرة مديونياتها وعلمها بحيازة المجني عليها مبالغ مالية ومشغولات ذهبية إبان الإقامة طرفها بمحل سكنها قرابة الأسبوع واقتراضها منها مبلغ 1000 جنيه على سبيل المساعدة المادية فاختمرت في ذهنها فكرة قتلها والاستيلاء على ما بحوزتها من مبالغ مالية ومشغولات ذهبية.

وأضافت المتهمة أنها توجهت لمسكن المجني عليها وأوهمتها أنها كانت في قضاء بعض متطلباتها بمنطقة حلوان وقامت بالمرور عليها بقصد رؤيتها وأثناء استضافتها أحضرت سلاحا أبيض "سكين" من المطبخ وأثناء وجودهما بغرفة النوم باغتتها بعدة طعنات بالجسم، ولتأكيد وفاتها طعنتها في رقبتها حتى تأكدت من وفاتها، واستولت على ما بداخل الدولاب الخاص بالمجني عليها من مسروقات، لتتمكن من تجهيز ابنتها، وفتحت موقد الغاز في محاولة لإضرام النيران في الشقة لإخفاء معالم الجريمة وفرت هاربة.

وأرشدت المتهمة عن جميع المسروقات بمسكنها، وأقرت بتخلصها من السلاح الأبيض المستخدم في ارتكاب الواقعة بإلقائه بالطريق العام.


الواقعة
البداية عندما تلقى قسم شرطة 15 مايو، بلاغا من شرطة النجدة، يفيد العثور على جثة بشقة في دائرة القسم، وبالانتقال والفحص وجدت جثة "أنوار عتريس أحمد" 62 عاما، ربة منزل، مسجاة على ظهرها بأرضية غرفة النوم ترتدي ملابسها كاملة وبها إصابات عبارة عن (جرح قطعي بالرقبة من الأمام للخلف، وطعنتين بالجانب الأيسر للبطن وأعلى الصدر)، وتبين سلامة جميع المنافذ.

وبسؤال زوجها أحمد سعد أحمد، 55 عامًا، موظف سابق (بالمعاش) صاحب مخبز بدائرة قسم شرطة حلوان، قرر أنه حال عودته من عمله اكتشف مقتل زوجته على النحو المشار إليه وسرقة مبلغ مالي 43 ألف جنيه، وكمية من المشغولات الذهبية عبارة عن (2 غويشة، 2 خاتم و2 هاتف محمول) من داخل دولاب غرفة النوم.

وأضاف أنه فور وصوله لمحل الواقعة تلاحظ له وجود رائحة غاز منتشرة بالمكان وتبين فتح مفاتيح موقد الغاز بمطبخ الشقة ونفى علمه بملابسات وفاتها ولم يتهم أو يشتبه في أحد بارتكاب الواقعة.

وبوضع خطة بحث وأثناء السير في إجراءات البحث أمكن التوصل إلى أن وراء ارتكاب الواقعة "سماح.أ." ربة منزل ومقيمة ببني سويف، وعقب تقنين الإجراءات وبالتنسيق مع قطاع الأمن العام وأمن بني سويف تم استهدافها بمأمورية أسفرت عن ضبطها.

وبمواجهتها بالمعلومات والتحريات اعترفت بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه، وتحرر عن ذلك ملحقًا للمحضر الأصلي، وتولت النيابة العامة التحقيقات.
الجريدة الرسمية