رئيس التحرير
عصام كامل

خطر كبير لو تعلمون!


ارتفاع الأسعار أصاب المصريين باليأس والإحباط والغضب والانسحاب من الحياة، وعدم الفرحة بأى شيء يتحقق على أرض الواقع من مشروعات قومية كبرى بعد سنوات من العمل فيها.


هم يعتبرون أن المشروعات القومية لن تعود عليهم بالنفع، خيرها ليس لهم، هذه المشروعات ضلت الطريق فلن يكونوا يوما من سكان العاصمة الإدارية الجديدة التي تبيع فيها الحكومة متر المبانى بما يقرب من 20 ألف جنيه، ولن يكونوا يوما من سكان أبراج العلمين الجديدة التي يتجاوز فيها سعر المتر 30 ألف جنيه، وهناك قوائم انتظار أملا في الفوز بالإطلالة الساحرة التي تبنيها الحكومة على ساحل البحر الأبيض.

كل ما يريده المصريون الستر، وألا يصل بهم الحال لاقتراض متطلبات الطعام والشراب والعلاج والمتطلبات البسيطة والتي كانت لا تؤرق أحدا مهما كانت إمكانياته متواضعة، اليوم اختلفت الصورة تماما وأصبح الجميع في معاناة يومية في تدبير احتياجات الطعام والشراب والمواصلات والعلاج ومتطلبات المدارس والجامعات كل بند من بنود الحياة أصبح يشكل معاناة يومية لا تقوى عليها سوى الأسر الميسورة.

الحكومة من جانبها ترى أنها تفعل المستحيل من أجل المواطن، وأن المشروعات التي تم إنجازها خلال الفترة الماضية غيرت واقع الحياة بعد سنوات من التراجع والإهمال، وأن الحياة ليست مأكلا ومشربا فقط بل هناك مشروعات كبرى تم إنجازها وبنية تحتية عادت إليها الحياة مرة أخرى بعد فترة من الموت الإكلنيكى.

هناك حلقة مفقودة بين الحكومة والمواطن، فالأولى تعتبر أن المواطن لا يرى كل ما تم إنجازه، والثانى يرى أن الحكومة لا تعمل من أجله هو بل من أجل مواطن ليس من فصيلة محدودى الدخل الذين تمتلئ بهم الشوارع والميادين ويتحدثون مع أنفسهم ويؤرقهم ضيق اليد، وأن كل وعود الحكومة بتحسن الأحوال ما هى الا مجرد ضحك على هذا المواطن.

ومن الظلم أيضا أن نتهم الحكومة بأنها لم تنجز شيئا سوى تحصيل الضرائب من المواطن بل أنجزت الكثير من المشروعات في الكهرباء ومياه الشرب والطرق والكبارى والسكان وغيرها من القطاعات، إلا أن شعور المواطن بعدم الاستقرار والمعاناة اليومية من زيادة الأسعار تجعله لا يرى شيئا مما أنجزته الحكومة ويعتبرها حكومة فاشلة ولا تعمل لصالحه وهذا خطر كبير لو تعلمون، فرضا المواطن أمر مهم ولا يجب إغفاله مهما كانت المبررات والأسباب.
الجريدة الرسمية