إرهابي مسطرد.. لماذا الآن؟!
مجددًا يحاول الإرهابيون الاعتداء على كنيسة.. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا الآن؟.. وقد تكون الإجابة الجاهزة بالطبع أن الإرهاب ما دام قادرًا ولديه إمكانيات سوف يحاول مرة ومرات استهدافنا.. كما أن تربص التنظيمات والجماعات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان، بالمسيحيين أمر بات معروفا، فإن الإرهابيين يعتبرون المسيحيين مع الشرطة والجيش هدفًا أساسيًّا..
غير أن هذه الإجابة وحدها لا تكفي لتفسير تلك المحاولة التي قام بها إرهابي لتفجير نفسه في كنيسة مسطرد أمس.. طبعا توقيتات القيام بالأعمال الإرهابية مرهونة بجاهزية من يقومون بها وتقديرهم لوجود فرصة للقيام بها.. لكنَّ الإرهابيين يحاولون عادة اختيار مواعيد للقيام بأعمالهم الإرهابية لتكون موجعة أكثر لنا ولها رمزية ما، وتحديدًا بالنسبة لاستهدافهم المسيحيين ومنشآتهم يختارون تواريخ دينية، وخاصة قرب الأعياد الدينية لهم.
وأغلب الظن أن الإرهاب هذه المرة اختار موعد عملية مسطرد في أعقاب جريمة القتل التي تمت في أحد الأديرة مؤخرا لاستغلال تداعيات هذه الجريمة على المسيحيين، وحتى تكون جريمة مسطرد لها آثار أكبر وتثير أكبر من الفزع.. وهكذا الإرهاب لا يخرب ويدمر ويفجر ويقتل فقط، ولكنه يستهدف تشريع من لم يطاله القتل، وهذا واضح في قيامهم بتسجيل عمليات القتل والتفجير وإذاعاتها.. إن هدفهم بث الرعب في نفوس الناس ليتمكنوا فيما بعد من السيطرة عليهم.
إلا أن نجاح الأمن في إحباط هذه العملية الإرهابية الجديدة يجب أن يكون رسالة طمأنينة للمسيحيين، فهناك يقظة في حمايتهم هم وكل المواطنين المصريين.. وأيضًا هناك إصرار على تطهير أرضنا من هذا الإرهاب الأسود المتوحش.