رئيس التحرير
عصام كامل

أول حوار مع بطل الجودو المصري بعد فوزه على لاعب الكيان الصهيوني

فيتو

داخل قاعة "باب لاسيزلو سبورتارينا" بالعاصمة المجرية "بودابست"، دارت المعركة، وحُدد موعد اللقاء الحاسم بين لاعب الجودو المصري ابن محافظة الإسكندرية "محمد عبد الموجود" 24 عاما، واللاعب الإسرائيلي "ميناجد يارين" ضمن لقاءات نصف النهائي ببطولة الجائزة الكبرى التي تستضيفها المجر.

انتهى اللقاء بفوز البطل المصري على منافسه الإسرائيلي 10/0 وتأهله للمباراة النهائية التي خسرها لاحقا أمام نظيره الياباني "تاجوا"، وقلّصت مساحة الإنجاز ليقتصر على الفضية فقط.

رغم خسارة المباراة النهائية ظلت بهجة الانتصار على لاعب الكيان الصهيوني مُسيطرة على الأجواء داخل معسكر المنتخب المصري للجودو المكون من عشرة لاعبين.

قبل أن يحل صباح الثامن من أغسطس الجاري موعد انتقال معسكر المنتخب المصري للجودو إلى المجر، بدأت استعدادات عبد الموجود، الطالب بجامعة الإسكندرية، الشاب المصري الذي تعلقت روحه بلعبة الجودو منذ كان في الثانية عشر من عمره، رغم عدم مزاولة أحد أفراد الأسرة لها من قبل، فلم ينقطع عنها حتى هذا اليوم، وفي أوقات العطلة والفراغ كان يداوم على ممارسة الرياضات المختلفة ما بين السباحة وكرة القدم: "كنت بتدرب بشكل مكثف وأكبر، سافرت قبلها معسكرًا في إسبانيا استعدادًا للبطولة وبعدين رجعت مع زمايلي في المنتخب مصر، ودخلنا في معسكر مغلق بالقاهرة في المركز الأوليمبي، وكملنا في التدريبات لحد يوم السفر 8/8، لأن دي مباريات مؤهلة لأولمبياد ليست مجرد مباراة عادية، فكانت الاستعدادات تليق بضخامة الحدث".

التأهل لقبل النهائي والوصول لتلك النقطة التي وقف فيها عبد الموجود ندًا بند مع ممثل دول الكيان الإسرائيلي، كان من خلال بوابة الفوز على المنافس المنغولي في ربع النهائي، وقبلها نجاحه في تحقيق الفوز على بطل أوكرانيا وأوروبا "زانتاريا" خلال الدور الـ16، لكن اللاعب المصري وضع كل هذه اللقاءات حتى لقاءاته الأولى في سنوات الممارسة المبكرة في كفة، وفي الأخرى لقاء الجمعة الماضية، رفض الانسحاب في ظل أجواء متوترة وترقب يعلو وجوه الزملاء وأعضاء المنتخب المصري التسع المتراصين على حافة الصالة في انتظار الفوز المحقق، يقول محمد: "مواجهة اللاعب الإسرائيلي كانت مهمة جدا بالنسبة لي لأنه قبل نهائي، ومحفوف بالضغوط النفسية والعصبية لكني وضعت خطة محكمة برفقة المدرب وقدرت بدعمه وتحفيز زملائي أتمالك أعصابي، واستعنت بالله وثقة أهلي وأصدقائي في فوزي".

لم يتبادل اللاعبان السلام أو أي أحاديث جانبية، استعان عبدالموجود بالخطة الموضوعة وتحفيز الزملاء، لم يحاول الحديث مع اللاعب الإسرائيلي قبل موعد انطلاق المباراة: "حتى بعد ما الماتش خلص ما سلمتش عليه بسبب جنسيته، والممارسات الإجرامية اللي بيعملها الصهاينة ضد إخواتنا في فلسطين".

روح الكراهية والضغائن المتراكمة بفعل السنوات المتعاقبة، أضفت نوعا من القلق على عبد الجواد: "كان الماتش بالنسبة لي مسألة حياة أو موت، أنا نازل مش عارف هكسب ولا ممكن في أي وقت الحظ يغدر".

لم تنتزع الهزيمة المباغتة في نهائي البطولة أمام المنافس الياباني، الفرحة من قلب عبدالموجود وأبناء المنتخب المصري بالمجر: "المباراة مع لاعب اليابان كانت جامدة جدا، اليابان هي مخترعة اللعبة وهم الأحرف بها والأدرى بكل تفاصيلها، لذلك المباراة كانت من أقوى اللقاءات اللي اشتركت بها وحاولت جاهدا أن ألعب مباراة قوية لكني لم أوفق".

بفوزه على اللاعب الإسرائيلي اقترب عبدالموجود الابن الأصغر لأسرة سكندرية متوسطة الحال، مكونة من ستة أفراد، من تحقيق أمنية والده التي راودته كثيرا خلال أيامه الأخيرة قبل أن يرحل، تاركا في نفس محمد الحافز القوي لتحقيق المجد: "أنا دايما أبويا كان بيدعمني ماديا ومعنويا، علشان كده هو رقم واحد بالنسبة لي دايما أسعى لإسعاده حتى بعد وفاته، عايز أعرفه إني قدرت أوصل لتحقيق الحلم ده".

عبد الموجود سبق وحصد عدة جوائز خلال مسيرته القصيرة التي تتناسب وسنه في لعبة الجودو، فقد حصل على ذهبية أفريقيا الشباب في مدغشقر عام 2012، وفي الدورة التالية للمسابقة نفسها في تونس عام 2014، كما حصل على فضية كأس العالم بالنمسا عام 2016، وذهبية البطولة العربية العسكرية في مصر 2017، وأخيرا ذهبية أفريقيا للرجال بتونس عام 2018.
الجريدة الرسمية