عبدالله النجار: مهمة الداعية التذكير وليس الهداية
قال الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الدعوة شرف كبير، وعمل عظيم؛ لأنها ميراث النبوة، وأساسها تعريف الناس بالله.
وأضاف خلال لقائه بالواعظات المتميزات بمركز أبي بكر الصديق التثقيفي بمدينة الإسكندرية، في محاضرة تحت عنوان "فقه التجديد في الدعوة": "إن مهمة الداعية التذكير وليست الهداية، فقد أحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هداية عمه، ولكنه مات على غير ذلك".
وأضاف: إن الخلط بين الوسيلة والغاية، أوقع بعض المتطرفين في التشدد والغلو. مضيفًا؛ أن الله- تعالى- لا يقبل إيمان المكره؛ لأنه أتى عن غير رغبة، وغير طواعية لله.
وأشار إلى أن تسلح الداعية بالعلم النافع، وفقه الواقع هو أساس نجاحه، مضيفا للواعظات: "عليكن أن تكن على علم وبصيرة بمستجدات العصر، وكذلك مآلات النص؛ لتحققوا مراد الله- تعالى- من التشريع، وهو اليسر والتسهيل، فما خير رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين أمرين، إلا اختار أيسرهما، ونعى على الذين تشددوا في الصيام والزواج وقيام الليل، بقوله: «فمن رغب عن سنتي فليس مني»، فسنته التيسير والتخفيف، افعل ولا حرج". مؤكدًا أن الاختيار الفقهي بين المذاهب المختلفة قد يوقع في حرج باختيار رأي لا يتناسب مع هذا العصر، أو مع أهل هذا المصر، واختلاف الأزمنة والأمكنة أساس لتغيير الاختيار الفقهي.
وأكد أن الأسرة هي أساس المجتمع، وعلى أساسها يقام عمران البلاد، ومصالح العباد؛ لذا عني الإسلام بالأسرة وأحكامها عناية تفوق الوصف، بداية من الخطبة، وعقد النكاح، وتربية الأولاد، وكذا الطلاق والعدة، بل حتى نهاية الحياة الدنيا، مبينًا أن الإسلام سمى الزواج "ميثاقًا غليظًا"؛ لتعظيم أثره في النفوس، وزرع هيبته في العقول، وقد حافظ الإسلام بتشريعاته العظيمة على أن تبقى الأسرة لا يتطرق الخلل إلى أركانها، بل تبقى رعاية لمهمتها، محافظة على وظيفتها في تربية الأولاد حتى يكونوا أعضاء نافعين في المجتمع، محققين خلافة الله في الأرض.