الحرب بين الصوفية والإخوان تتصاعد.. الطريقة العزمية: الصراع مع الجماعة وجودي.. «العمرية» تفند أفكار التنظيم دوريا.. النسخة التركية الإخوانية «علمانية».. و«طرق» الصعيد تحا
منذ عزل جماعة الإخوان الإرهابية عن حكم البلاد عام 2013، والصراع محتدم بين الصوفية والإخوان، حيث ترى معظم الطرق الصوفية أن الصراع مع الجماعات الدينية، وجودي بطبعه، ولا يمكن الابتعاد عن هذا الملف يوما واحدًا، فيما اعتبرت بعض الطرق، أن المعركة انتهت بإقصاء هذا التيار عن الحكم.
العزمية والعمرية
ويقف العديد من الطرق الصوفية بالمرصاد للإخوان، وعلى رأسهم الطريقة العزمية وشيخها علاء الدين أبو العزائم، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، الذي يرى دائما ضرورة تتبع عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، وتفنيد حججهم، مؤكدا أن أياديهم الملطخة بالدماء، ستجعل الطرق تحاربهم، ومعهم أي جماعات أو أشخاص حاربوا الوطن واستنجدوا بأعدائه.
ويشن الشيخ عبد الغني العمري، شيخ الطريقة العمرية بمصر، هجوما شرسا على الجماعة، كما يضع الطريقة نفسها في المواجهة، وهو نفسه وحسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، في موقع الهجوم الدائم على الجماعة، فهم بالنسبة له أناس مكابرون، يتماهون مع الدين، حتى أصبحوا يرون في أنفسهم الدين نفسه.
ودائما ما يبرر العمري لأتباعه أن نجاح النموذج الأردوغاني في الحكم، وهو الفرع الإخواني في تركيا، لا يمكن القياس عليه من الناحية الشرعية، باعتباره نموذجا إسلاميا في الحكم، ويوضح لهم أن أردوغان يمارس السلطة والحكم بالمعنى الدنيوي المشوب ببعض مظاهر التدين، والفرق في ذلك يعود في الأصل إلى الاختلاف بين العقل التركي ونظيره العربي، الذي هو عقل فوضوي بالمعنى المعرفي، ويقبل ما لا تقبله العقول السليمة، بحسب رؤية العمري.
وشيخ الطريقة العمرية، كان أول الذين حذروا منذ سنوات من الفكر الإخواني، وجمع أسبابه في كتاب أسماه «كشف الحجب الإدراكية»، ونشره قبل تولي الإخوان السلطة، أثر صعودها السياسي، الذي واكب اندلاع ثورات الربيع العربي، قبل 8 سنوات من الآن.
الاختراق الإخواني
وفي الصعيد، تحاول الجماعة الإرهابية اختراق الطرق الصوفية، وإشعال انقسامات داخلية بينهم، وهو الفخ الذي تنبهت له الطرق، حسبما يقول محمد خليفة، القيادى الصوفي، الذي يؤكد أنهم يقفون للإخوان بالمرصاد، لدرجة أن كل مريد جديد، يتم البحث خلفه أولا، والتواصل مع قيادات الطرق في القاهرة، للكشف عن هويته، خاصة أن الأمن حذر وكلاء الطرق الصوفية من ضم أي مريدين أو أتباع إلا بعد الرجوع إليه.
ويكشف خليفة عن أساليب عناصر جماعة الإخوان، في محاولة اختراق الطرق، عن طريق حضور الاحتفالات والموالد، والانغماس في الطقوس الصوفية، وهو الأمر الذي أصبح مكشوفا لهم، وبالتالي كل شخص مندس يتم منعه من حضور الاحتفالات بعد التأكد من حقيقة انتماءاته، فالنهج الإخواني والسلفي مرفوض كليا عند الصوفية، بحسب وصفه.