«مراكز القوى» تهدد السكك الحديدية.. أبرزها رؤساء الشركات والقطاعات.. الكلمة العليا للسائقين.. «موسم العيد» الاختبار الأول لـ«رسلان».. ومطالب بإدارة حكيمة لمنع الأزمات
النظرة المتأنية لما يحدث داخل هيئة السكك الحديدية، تكشف أبعادا أخرى لكوارث «القضبان»، حيث تكشف أنه هناك من يمكن وصفهم بـ«مراكز القوى» الذين تضخموا وانتشروا داخل الهيئة، وأصبحوا بمرور الأيام قوة لا يستهان بها، تقف أمام أية محاولة للتطوير، لأنها لا تصب في مصلحتهم.
المركز المالي
المركز المالى لهيئة السكك الحديدية.. يأتى على رأس قائمة «مراكز القوى» التي تهدد مخططات التطوير، وتحديدًا منصب رئيس السكك الحديدية للمالية، والذي يمكن القول إنه بمثابة «التحدى الأكبر» لأن عمليات تأخير أي مستخلص لشركات التطوير يعنى تأخر بعض المشروعات بما يساهم في زيادة حوادث القطارات.
تجدر الإشارة هنا إلى أن الهيئة القومية للسكك الحديدية، دخلت خلال الفترة الأخيرة في عشرات المشروعات الخاصة بتطوير السكك الحديدية سواء ميكنة الإشارات أو مراجعة مستوى البنية الأساسية، وبالفعل في حالة حدوث عدم توافق بين القرار الإدارى والقرار المالى ستكون عاقبة ذلك زيادة معدل الحوادث بسبب تأخر أو تعطل أعمال التطوير والصيانة بما يهدد بحدوث كارثة.
التأمين
من ناحية أخرى من المتوقع أن يحدث تأمين كامل من جانب قيادات السكك الحديدية لعمليات التدفقات المالية خاصة مع انهيار أحلام الهيئة في زيادة أسعار التذاكر بعد حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا، وتأكيده لوزير النقل هشام عرفات أنه لن يوافق على زيادتها قبل تطوير هذا المرفق.
«السائقون».. مركز القوى الثانى الذي تضمه القائمة، وبمراجعة تاريخهم مع الهيئة يتضح أنهم دخلوا معارك عدة مع قياداتها، وتعالت تهديداتهم بإيقاف الخدمة، الأمر الذي كان يدفع رؤساء الهيئة للرضوخ إلى مطالبهم، غير أن هذا التحدى معلق نظرا للعلاقة القوية بين الرئيس الجديد للسكك الحديدية وقيادات السائقين بما يضمن له ولاء مؤقتا من جانب فئات العمال.
دور القيادات
التحدى الثالث أو مركز القوى الثالث، يتمثل في وجود بعض القيادات بالسكك الحديدية على رأس شركات وقطاعات بالهيئة كانت بمراكز أكبر من الرئيس الجديد للسكك الحديدية، ما يجعل عمليات التعامل ليست سهلة، وبالتالى لا بد من عمليات تطهير واسعة في جميع القطاعات خلال الفترة المقبلة تضمن تنفيذ أهداف وخطط التطوير.
وأخيرًا.. في الوقت الذي شهدت السكك الحديدية انتظاما معقولا على مدار الأيام الأولى لتولى المهندس أشرف رسلان رئاسة السكك الحديدية لكن يبقى موسم عيد الأضحى أخطر اختبار لـ«رسلان»، ولن يكون بالاختبار السهل، ومن المتوقع أن يكون الإقبال أضعاف الإقبال خلال السنوات الماضية، وهو ما دفع السكك الحديد للبحث عن توفير أكبر عدد من المقاعد لخدمة الركاب خلال الفترة القادمة.
الحاجة للحكمة
من جانبه قال المهندس محمود سامى الرئيس الأسبق للسكك الحديدية: الهيئة مثل غيرها من الهيئات الحكومية تحتاج إلى التعامل بحكمة شديدة من خلال موازنات عديدة تشمل التوازن بين القرارات الشعبية التي تخص فئات بعينها داخل الهيئة، بما يضمن عدم حدوث أية أزمات، في الوقت نفسه على قيادة السكك الحديد الجديدة التركيز على نقاط ذات أهمية كبيرة وهى دراسة تنمية الإيرادات ودراسة العمل على رفع مستوى الصيانة وتقليل الأعطال وبما يضمن تشغيل سهل وآمن.
"نقلا عن العدد الورقي.."