تفاصيل جلسة محاكمة محافظ المنوفية السابق بتهمة الرشوة.. النيابة: وزير السحت ظمآن للمال الحرام وصاحب مسيرة وضيعة.. حصل على 27 مليونا و450 ألف جنيه و8 سيارات و3 شقق.. والتأجيل لـ8 سبتمبر لفض الأحراز
ظهر هشام عبد الباسط، محافظ المنوفية السابق، وعاصم أحمد فتحي، رئيس مجلس إدارة شركة «إيه أي أكتيف لتكنولوجيا المعلومات»، وأحمد سعيد أحمد مالك مركز «أونا سيس» لخدمة السيارات، في ثالث جلسة محاكمتهم، يرتدون البدلة البيضاء مودعون داخل قفص المحكمة، في قضية اتهامهم بالرشوة مُقدرة بـ27 مليونا و450 ألف جنيه، مقابل إسناد أعمال عدد من المشروعات التي تجريها المحافظة لشركة مملوكة لأحد المتهمين، وتسهيل استلام الأعمال وسرعة صرف مستحقاتها المالية.
عُقِدَت الجلسة برئاسة المستشار بلال محمد عبد الباقي، وعضوية المستشارين أحمد صادق قرني، وإبراهيم لملوم وأمانة سر أسعد النوبي، ومحمد هاشم.
محافظ المنوفية يصر على إنكار التُهَم.
وبدأت النيابة في بداية الجلسة بتلاوة أمر الإحالة، ووجه قاضي محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار بلال عبد الباقي عقب تلاوة أمر الإحالة حديثه لمحافظ المنوفية السابق قائلا: «يا هشام أنت مُصر على كلامك بإنكار التهم؟».. فرد قائلًا: «أيوة يا فندم»، ووجه نفس السؤال للمتهمين الآخرين فردا بنفس الإجابة.
النيابة: المتهمون أكلوا أموال الناس بالباطل.
وقال ممثل النيابة العامة إن المتهمين أكلوا أموال الناس بالباطل، وحجبوا عن الناس عدل الله وضيعوا الأمانة، وأنه في يوم 7 أبريل 2015 لم يكن يوما عاديا في حياة المتهم الأول، حينما حلف اليمين محافظا للمنوفية، لكنه حلف يمينا آخر داخل نفسه، وهو أن يجمع بين السلطة والمال.
النيابة تشبهه بـ«قارون»: وزير السحت مسيرته وضيعة
وأضاف ممثل النيابة: «المتهم هشام عبد الباسط، وزير السحت بدأ يحكي على الشاشات مسيرته الكبيرة وهو بالكاد أنهى دراسته لكلية الآداب، وكانت مسيرته في حقيقتها وضيعة.. فالمُتهم مضى كالذئب يبحث عن فريسته، ملأ نفسه الطامعة ليبغي على موظفي المحافظة كما بغى قارون على قوم موسى».
تآمر على حياة البلاد والعباد
وأشار ممثل النيابة موجها حديثه للمحكمة إلى أن لقاء المتهم الأول بالراشي والوسيط هو لقاء الحرام عرضت فيه السلطة المستباحة للمال الفاسد، وأن المحافظ السابق صاحب اليد السفلى والنفس الظمآنة إلى المال الحرام يقود خطاه الشيطان، ولم يعبأ بعظم الأمانة، الحاملة بسلطة الوزراء في محافظته لتحسين خدماتها، ولم يستوقفه الواقفين أمام بابه للحصول على حقوقهم، وضاعت في ذمته الأمانات، وانتهكت الحريات، وتآمر على الأنفس والأموال وعلى حياة البلاد والعباد.
رشاوى 27 مليونا و450 ألف جنيه و8 سيارات مرسيدس وجيب و3 شقق سكنية
وأكدت النيابة أن محافظ المنوفية السابق حصل على رشوة تقدر بـ27 مليونًا و450 ألف جنيه، بالإضافة إلى 8 سيارات مرسيدس وجيب، و3 شقق سكنية، وحوّل جزءًا من مبلغ الرشوة إلى حساب زوجته العرفية، وأضاف ممثل النيابة: «كان المتهم يتاجر بمنصبه وكأننا وصلنا لآخر الزمان، والتجارة بالوظيفة العامة خيانة وجريمة ترفضها النفس البشرية قبل أن تُجرمها الأديان، كما نفخر بما قامت به الجهات الرقابية والقضائية في ملاحقة هؤلاء الفاسدين».
يُحاكم في القضية أيضا إلى جانب المحافظ السابق متهمان آخران هما "عاصم أحمد فتحي"، مقدم الرشوة، و"أحمد سعيد مبارك" الوسيط، اللذان أدليا باعترافات تفصيلية.
وفي نهاية الجلسة قررت المحكمة التأجيل لجلسة 8 سبتمبر المقبل لفض الأحراز.
التحقيقات
وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا أن المحافظ المتهم طلب مبالغ مالية على سبيل الرشوة من المتهم الثاني "عاصم أحمد فتحي" صاحب إحدى الشركات المُسند إليه أعمال تطوير ورفع كفاءة وتوريدات لعدد من المنشآت التابعة للمحافظة.
وأثبتت التحقيقات أن محافظ المنوفية، أسند مشروعات إنشائية لإحدى الشركات الحكومية، التي استعانت بدورها بشركة المتهم الثاني "عاصم فتحي" كمقاول لها من الباطن في تنفيذ تلك المشروعات، وتوسط المتهم الثالث "أحمد سعيد" في تقديم مبالغ الرشوة إلى المحافظ، عن طريق شراء عدد من السيارات وتأثيث وحدتين سكنيتين إحداهما بالمهندسين وأخرى بمحافظة الإسكندرية.