رئيس التحرير
عصام كامل

وزارة الصحة تقتل مصابي «الثعابين» بقرار نقل الأمصال

فيتو

استيقظ أهالي عزبة عبد اللطيف التابعة لمركز إبشواي بالفيوم، صباح يوم 28 من شهر يوليو الماضي، على خبر مصرع على سالم على رمضان، 40 سنة، بسبب لدغة ثعبان، وعجز الأهالي عن إسعافه لبعد المسافة بين العزبة ومستشفى إبشواي المركزي، أقرب مستشفى يتواجد فيها مصل الثعبان والعقرب.


وتكررت حالات الوفاة بسبب لدغة الثعبان، وعجز الأهالي عن إسعاف أبنائهم، ومنهم طفل بقرية طبهار التابعة لمركز إبشواي، إذ لقي مصرعه متأثرا بلدغة ثعبان، وفشلت كل محاولات إنقاذه لبعد المسافة، ولم يسلم صائد الثعابين "حاوي"، من كارثة بعد المسافة ومات متأثرا بإصابته بلدغة ثعبان بقرية الوابور التابعة لمركز إطسا.

وقال عادل عبد العليم مزارع من قرية على فراج،: إن فصل الصيف يشهد ظهورا مكثفا من الثعابين بعد فترة البيات الشتوي، خاصة في الحقول وعلى حواف المجاري المائية، وهي أماكن تواجد الفلاحين بكثرة لأداء عملهم، سواء في حرث الأرض أو ريها، وتعرضهم للدغات الثعابين شيء عادي، لكن المشكلة في قرار وزير الصحة بنقل مصل الثعبان إلى المستشفيات المركزية فقط بدلا من الوحدات الصحية، وهو ما يؤدي إلى فشل الأهالي في نقل ذويهم للإسعاف من لدغات الثعابين.

ويؤكد ناصر سعيد مزارع من قرية هوارة: أن الكارثة الكبرى هي إنتشار العقرب الأسود في صحارى الفيوم، لأنها موطنه الأصلي، ومن يتعرض للدغة من عمال المحاجر أو المزارعين في الأراضي الجديدة، يلقي مصرعة خلال 20 دقيقة، إذا لم يجد من يسعفه فورا، ولا تصلح مع العقرب الأسود الوصفات الشعبية كما هو الحال مع العقرب الأصفر الذي يتم التغلب على سمومه بالعجين الممزوج بملح السياحات.

ويشير سعد أبو زيد مزارع من يوسف الصديق: إلى أن المركز الوحيد الخالي من مستشفى مركزي، هو مركز يوسف الصديق، رغم أن المستشفى تم بناؤه من 14 سنة، وسط الصحراء وما زال خاوٍ على عروشة لا عامل أو طبيب ولا ممرضة، ومديرية الصحة لن تتسلم المبنى لوجود عيب فني في الصرف الصحي الذي يصرف على آبار"ترنشات"، وبالتالي يلجأ الأهالي إلى مستشفى أبشواي المركزي في حالات علاج الثعبان والعقرب، وبالتأكيد يموت المصاب لبعد المسافات التي تزيد عن 50 كيلو بين قرى يوسف الصديق ومدينة إبشواي.

وقالت الدكتورة منال أحمد مدير عام إدارة الطب الوقائي بمديرية الصحة بالفيوم: إن قرار نقل الأمصال إلى المستشفيات المركزية، صادر من الوزير، وهو لديه الحق في إصداره، لأن الوحدات الصحية غير مجهزة فنيًّا للعلاج بمصل الثعبان والعقرب، وليس بها الكفاءات التي تتعامل مع مثل هذه الحالات، فعلى الأقل لا بد أن يكون بالمستشفى الذي يتعامل مع مصل الثعبان والعقرب، قسم العناية الفائقة، حتى لا يموت المصاب بخطأ طبي بدلا من لدغة الثعبان.

وأضافت مدير عام الطب الوقائي: أنه من السهل التغلب على بعد المسافة بين القرى والمستشفيات المركزية، بإنشاء وحدة إسعاف مجهزة في كل تجمع للقرى والعزب بمراكز المحافظة المختلفة، وتكون السيارة مجهزة بأحدث أجهزة للتعامل مع سم الثعبان حتى يصل المريض إلى أقرب مستشفى.

فيما قالت الدكتورة أمال هاشم مدير عام الشئون الصحية بالفيوم: إنها عقدت اجتماعا تنسيقيا، الأسبوع الماضي، شارك فيه كل من مديريات الزراعة والري والطب البيطري، بالإضافة إلى إدارتي الطب الوقائي والأمراض المتوطنة بالمديرية، للحد من الإصابة بلدغات الثعابين والعقارب لفلاحى القرى.

وأضافت مدير عام الصحة بالفيوم: إنه تم وضع خطة بين المديريات للقضاء على تواجد الثعابين بالمجاري المائية والزراعات، والتزمت مديريتي الري والزراعة بتطهير الترع والمصارف التابعة لكل منهما، وتوفر مديرية الصحة الأمصال اللازمة بالمستشفيات المركزية، بالإضافة إلى المتابعة المستمرة من إدارة الأمراض المتوطنة لمقاومة الزواحف بالمجاري المائية.
الجريدة الرسمية