رئيس التحرير
عصام كامل

خديجة عرفات.. عجوز الثورة المدافعة بروحها عن قضية فلسطين (صور)

فيتو

خديجة عرفات تلك المرأة المناضلة التي أقعدها المرض عرفت بعجوز الثورة؛ لأنها كانت تزور الجميع وتقف إلى جانب كل فلسطيني في الأفراح والأحزان، وكانت تساعد أخاها الراحل ياسر عرفات بالعمل الاجتماعي، وهي الشقيقة الوحيدة لعرفات، التي ظلت على قيد الحياة بعد وفاته.


واليوم وافتها المنية، في مستشفى فلسطين في مصر الجديدة بالقاهرة، لتعيد إلينا الذكرى العطرة لأخيها الرئيس الراحل ياسر عرفات، خاصة في ظل تصاعد القضية الفلسطينية والهجمات المتتالية لجيش الاحتلال على قطاع غزة.

نشأتها
اسمها الحقيقي خديجة عبد الرؤوف بن عرفات القدوة الحسيني، ولدت عام 1932، بالقاهرة، وجدتها مصرية، وكان أبوها يعمل في تجارة الأقمشة في حي السكاكيني، وتوفيت والدتها في بداية حياتها، وتولى خالها تربيتها، ورحل من القاهرة إلى القدس.

وتحملت خديجة أعباء أسرتها وهي صغيرة السن فقد توفيت والدتها الحاجة زهوة أبو السعود، ولم يكن عمر الرئيس القائد في ذلك الوقت يتجاوز الثلاث سنوات، اعتنت به وبأخيه فتحي الأصغر منه، وكانت ربة البيت رغم سنها، وكانت تسكن ببيت في القاهرة، كان يزورها ويقيم عندها الرئيس ياسر عرفات تاركا قصور الضيافة، فقد كان يحبها حبا شديدا، وكانت من أوائل من التحق بالخلايا التنظيميه لحركة فتح.

حياتها بغزة
ثم انتقلت خديجة لتعيش بعمارة الزهارنة بمدينة غزة في شقة بسيطة، كان يمتلكها أخوها المرحوم محسن القدوة، وتتكون من عدد قليل من الكراسي والأثاث القليل، وعاشت بمفردها في هذه الشقة تخدم نفسها حتى مرضت، وانتقلت للعلاج بالقاهرة.

رحلة العلاج
وفي عام 2014، وقعت خديجة وأصيبت بكسور في الحوض وتم إجراء الإسعافات الأولية ونقلها إلى القاهرة لتلقي العلاج، حيث تم إجراء عملية جراحية لها في مستشفى فلسطين بالقاهرة، وظلت بها حتى وافتها المنية.

نشاطها الثوري
لقبها كـ"عجوز الثورة" لم يأت من فراغ، فقد أسست مؤسسة جمعية القدس للتنمية الاجتماعية في القاهرة، وكانت نشيطة بمساعدة العائلات الفلسطينية الفقيرة، وتدريب ربات البيوت على إنتاج بعض المشغولات المطرزة أو الصوف أو بعض الأكلات الفلسطينية.

بعد عودتها إلى الوطن منحها الرئيس محمود عباس قطعة أرض أقامت عليها مبنى للجمعية، التي كانت من المؤسسات الرائدة في قطاع غزة، ليتم الاستيلاء عليها في أحداث الانقسام عام 2007، وضربها من قبل الطائرات الصهيونية.

أيضا ساهمت في تأسيس الهلال الأحمر الفلسطيني وتطوعت بكل معارك الثورة، وكانت تعمل ممرضة وكل أنواع العمل لكي تساعد جرحى الثورة الفلسطينية في كل حروب الثورة، وأسست بيت الصمود الذي يرعى الأيتام من أبناء الشهداء الذين تبناهم الشهيد القائد ياسر عرفات، وخاصة ممن تركوا بين أنقاض المجزرة بمخيم صبرا وشاتيلا، حيث اعتنت بهم وكانت تزورهم باستمرار.

وفي 2007، كانت ضمن عدد كبير من الجرحى الذين سقطوا من على منصة العرافة يوم ذكرى الانطلاقة، وكسرت قدمها يوم وقعت المنصة في ذكرى انطلاقة حركة فتح، ونقلت على عجل إلى المستشفى، وبقيت عدة أشهر في فراشها، وقد زارها الرئيس أبو مازن في حينها، وعدد كبير من قيادات السلطة.

رفضها فتح قبر عرفات
وكانت من أشد الرافضين لفتح قبر الرئيس الراحل، وقالت إن "مسألة نبش قبر عرفات وأخذ عينات من رفاته من شأنها أن تضع الشعب الفلسطيني في متاهة؛ لأنه كان مرحلة وانتهت".
الجريدة الرسمية