رئيس التحرير
عصام كامل

نورهان الرفاعي.. أول مصرية تتسلق أعلى جبل في روسيا.. عاشت أغرب قصة حب.. بدأت فوق أعلى القمم.. وتوجت بالزواج بعد تحقيق الحلم.. وأنشأت أكاديمية لتعليم الصغار الأسس الصحيحة لتسلق الجبال

فيتو

تسلق الجبال رياضة غريبة على المصريين الرجال.. فما بالنا إذا مارستها فتاة؟! هذا ما حققته "نورهان الرفاعي"، وهي فتاة مصرية استطاعت، بجرأتها، أن تفتح الباب لغيرها من السيدات، لممارسة رياضة تسلق الجبال، التي تعد من أخطر الأنواع التي يُمكن مُمارستها حتى للرجال.


شغفها وقدرتها على التحدي أكسبتها شجاعة القيام بأي فعل دون خوف أو تراجع.. نورهان تعتبر أول سيدة مصرية تصل إلى أعلى قمة بين جبال روسيا؛ "جبل ألبروس" الذي يعد أحد أشهر أعلى القمم السبع في العالم.

الطريف أنها كانت بطلة لواحدة من أغرب قصص الحب التي نشأت بينها وبين زميل في رحلة الصعود للقمة، وتوجت بالزواج.. وتحلم "نورهان" بالوصول لأعلى قمم العالم، وتحقيق مجد لم تسبقها إليه مصرية من قبل، وتسعى لنشر حب هذه الرياضة بين الأطفال، وأنشأت أكاديمية لتعليم الصغار الأسس الصحيحة لتسلق الجبال.

البداية
بدأ حبها لتلك الرياضة الأقرب إلى المغامرة، بعد مُشاركتها مع بعض الأصدقاء عام ٢٠٠٩ في تسلق سلاسل جبال سيناء أثناء قيامهم برحلة صيفية، حيث وصلت ساعات رحلة تسلقهم إلى ١٢ ساعة متواصلة، لم يكن الأمر مُخططًا له من قبل، إلا أن الفكرة أثارت إعجابها بشكل كبير، وجعلتها تبحث عن كل ما يتعلق بهذه الرياضة، ثم قررت الذهاب مع أحد الأصدقاء لتكرار هذه التجربة، لكن هذه المرة في روسيا؛ لبدء تسجيل أرقام عالمية.

في روسيا راودتها الرغبة في البدء بأحد أعلى جبالها، المُصنف ضمن أعلى سبع قمم في العالم، وهو جبل ألبروس.. ذلك البركان الخامد الذي يقع ضمن سلسلة جبال القوقاز جنوب روسيا.


الصعوبات والكواليس
بكل تأكيد، لم يكن الأمر هينًا فقد واجهت نورهان الكثير من الصعوبات التي يصعُب تحمُلها، التي تحتاج إلى قلب من حديد للقيام بها، فكواليس تسلق الجبل مرت بالمراحل التالية:

ارتفاع الجبل يبلغ ٥٦٤٢ ألف كيلو متر.. في بداية الأمر، أول توقف للراحة يحدث بعد الوصول إلى مسافة ٤٠٠٠ متر فوق سطح البحر، ثم المكوث في هذه المنطقة ليلة كاملة وسط الثلوج.. استئناف التسلق مرة أخرى للوصول إلى القمة، أي استكمال صعود ١٦٤٢ ألف كيلو، وهنا تروي "الرفاعي" شعورها بالإحساس بالخوف الشديد والارتباك، من المشهد المُرعب الذي أمامها.


رياضات أخرى
لم تتوقف نورهان الرفاعي عند خوضها لتسلق جبل ألبروس بروسيا، بل حاولت الوصول لأحد الجبال بتنزانيا، ثم الأرجنتين، وتقول: إن رياضة مثل تسلق الجبال تحتاج بكل تأكيد إلى العديد من التدريبات المُسبقة، وهذا ما ساعدها على القيام بهذه التجربة باحترافية؛ فهي مُحبة للقيام برياضات أخرى، مثل: السباحة، والجري، والمشي، وركوب العجل؛ الأمر الذي ساعدها، بشكل كبير، على تنظيم ضربات قلبها، وعملية التنفس خلال وصولها إلى العديد من المُرتفعات.

خاضت نورهان تجربة أخرى جريئة مثل رقص الباليه، على الرغم من وصولها إلى سن الثلاثين من عمرها، فإنها لم تقف أمام هذا العائق، وقامت بتدريبات الشيء الذي تُحبه، وبالفعل خاضت أول تجربة للرقص لها على المسرح، وهي تبلغ من العمر ٣٢ عامًا دون قلق أو خوف.

قصة الحب
على عكس المتوقع، فاجأها أهلها بموافقتهم على قيامها بهذه الرياضة، بل وقاموا بتدعيمها، لأنهم يثقون إلى حد كبير في قراراتها التي تكون صائبة باستمرار؛ الأمر الذي جعلها تقدم على هذه المُغامرة دون خوف.

ومن المفاجآت الطريفة التي زادتها إصرارًا على المضي في تحقيق إنجازات، وأرقام قياسية؛ أنها ارتبطت بأحد أصدقاء الرحلة، واسمه "عمرو"، عاطفيًّا، وتوج الإعجاب والحب بالزواج.. بعد أن نجحا معًأ في تخطي كل الصعاب، واجتازا أعلى القمم، وحققا الحلم.


أكاديمية رياضية
ترى الرفاعي أن هذا النوع من الرياضات يساعد على تقوية روح الجماعة، التي يجب غرسها في الأطفال منذ الصغر؛ الأمر الذي جعلها تؤسس أكاديمية لتعليم الأطفال الصغار رياضة تسلق الجبال، حيث تعتمد على التوجيه والتدريب بأحد الأماكن المفتوحة، مثل حدائق نادي وادي دجلة، بالإضافة إلى توجيههم للتعرف على المُعدات والأدوات التي يجب توافرها وإتقان استخدامها.

الحُلْم

لم يتوقف الحلم عند تسجيلها إنجاز الوصول إلى أحد أعلى قمم الجبال في روسيا، أو ممارستها بعض الرياضات الأخرى الصعبة، أو القيام ببعض التجارب الجريئة، لكنها تحلم بتسلق أعلى قمم العالم السبعة، وتحقيق أفضل الأرقام القياسية، وتسجيل اسمها ضمن قائمة أعظم مُتسلقي الجبال في العالم؛ كونها أول امرأة مصرية تمارس هذه الرياضة التي لا يقوى على خوض غمارها أقوى الرجال.

الجريدة الرسمية