رئيس التحرير
عصام كامل

حضرة المتهم راهب.. ما تيسر من سيرة «إشعياء المقاري»

الأنبا إبيفانيوس
الأنبا إبيفانيوس

تتشابك الأحداث في واقعة مقتل الأنبا إبيفانيوس رئيس دير الأنبا مقار في وادي النطرون، تتسع دائرة الاتهامات داخل وخارج الدير، ويظل المتهم بريئا حتى يثبت العكس، لكن هناك حقيقة مؤكدة أن أسقف قتل، وسالت دماؤه في الطريق الواصل بين قلايته والكنيسة، أما بعد ذلك جميعها اجتهادات وتحليلات مما أتيح من معطيات، ويقف الجميع على حافة الحقيقة حتى يخرج بيان شارح لتفاصيل الحادث من الجهات المعنية.


المتهم وائل تواضروس
فور وقوع الحادث دارت الشكوك حول الراهب إشعياء المقاري، بسبب الخطاب الذي سرب، الخاص برغبة رهبان الدير بالإبقاء عليه وعدم نقله إلى دير آخر، وسرعان ما تحولت الشكوك إلى اتهامات بعد أن أعلنت الكنيسة تجريده أو شلحه، لمخالفته قوانين الرهبنة، وإخلاله بمبدأ العفة.

الكنيسة سرعان ما نفت وجود صلة بين قرار التجريد ومقتل الأنبا إبيفانيوس، وأكدت أن تجريد الراهب إشعياء المقاري، جاء لأسباب رهبانية بحتة، ولا علاقة للقرار بالتحقيقات التي تجري الخاصة بموضوع استشهاد نيافة الأنبا إبيفانيوس.

وأضافت الكنيسة في البيان: "نود أن نوضح أن الراهب المجرد قد سبق أن تم التحقيق معه من قبل لجنة شئون الرهبنة والأديرة بداية العام الحالي، وصدر قرار بإبعاده عن الدير لمدة ٣ سنوات، لكن مجموعة من رهبان ديره وقعوا على التماس طلبوا خلاله العفو عنه، والإبقاء عليه بالدير، وتعهدوا بمساعدته على تغيير مسلكه الخاطئ، وقدموا الالتماس وقتها لرئيس الدير نيافة الأنبا إبيفانيوس الذي رفع الالتماس بدوره لقداسة البابا مشفوعًا بتوسلٍ من نيافته لقداسة البابا بقبول الالتماس، وهو ما حدث".

وتابعت: "لكن- وبكل أسف- استمرت الأوضاع كما هي، ولم تتغير سلوكياته الخاطئة، ما دعا اللجنة المجمعية إلى إعادة التحقيق معه، وإصدار قرار بتجريده".

الاتهامات لاحقت وائل تواضروس، بعد انتشار العديد من الأخبار المنسوبة إلى النيابة العامة، بأن النيابة وجهت له اتهاما مباشرا، وهو ما أكده نائب برلماني، لكن حتى الآن لم تصدر بيانات رسمية من النائب العام حول الواقعة، في حين قال محامي الراهب المشلوح في فيديو بثه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إن النيابة أخلت سبيله في الخامس من الشهر الجاري.

تظل الاتهامات تتقاذف، وتتسرب معلومات لا يعرف صحتها أو مصادرها، لكنها تفسر تعدد التوجهات والجهات الراغبة في أن تأخذ القضية إلى منطقة ما لرغبة ما.

الراهب إشعياء المقاري
على النقيض من الاتهامات التي يواجهها الراهب المشلوح، وببحث بسيط على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تجد فريقا آخر يدافع عن إشعياء أو وائل تواضروس، ويعدد صفاته، ويذكر مواقف إنسانية جمعتهم معه.

ومن صفحة الراهب الشخصية تكتشف أنه مقاري الفكر، ونشر بها العديد من أقوال القمص متى المسكين، مما ينفى فكرة وجود خلافات فكرية مع الأنبا إبيفانيوس، كما لم يكن كارها للقمص متى، وهو ما يؤكده إصرار رهبان دير أبو مقار على بقائه، حين كان سيخرج من الدير بأمر المتنيح الأنبا إبيفانيوس.

يبدو أن الراهب المشلوح، والراهب فلتاؤس المقاري، الذي حاول الانتحار منذ أيام تربطهما صداقة أو حالة أخوية كما هي طبيعة أو علاقة رهبان الأديرة وهو ما يظهر في ما ينشره على صفحته، حيث كان يحتفل بكل إصدار لفلتلؤس، ويصفه بالاخ الحبيب، ودائما ما يشيد بما يكتب.
الجريدة الرسمية