أوجاع الصعايدة في معهد أورام قنا.. عامان على تحويل مستشفى جراحات اليوم الواحد لـ«الأورام».. الإمكانيات وغياب الأطباء في تخصصات مهمة أجبر الأهالي على البحث عن بديل
قبل ما يزيد على العامين أعلنت مديرية الصحة بمحافظة قنا، تحويل مستشفى جراحات اليوم الواحد إلى معهد للأورام، عقب موافقة المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء السابق، على قرار تحويله إلى معهد للأورام لخدمة أبناء الإقليم والأقاليم المجاورة.
مستشفى جراحات اليوم الواحد، الذي أنشئ في عهد اللواء عادل لبيب محافظ قنا الأسبق، ظل مغلقًا لسنوات بعد رحيله عن المحافظة، حتى جاء المحافظ الحالي عبد الحميد الهجان، ونجح في استصدار قرار من وزير الصحة الأسبق عادل العدوي ، برقم 562 لعام 2015 وظل القرار حبيس الأدراج حتى تم تفعيله في عام 2016.
بعد فترة عناء طويلة، بدأت وزارة الصحة في نقل تبعية المستشفى إلى الأمانة العامة للمراكز الطبية المتخصصة، لكن لأن الرياح تأتي دائما بما لا تشتهي السفن، ظل المعهد مجرد حبر على ورق، ولم يستفد أهالي قنا والصعيد من الخدمات التي من المفترض أن يقدمها، بسبب نقص الإمكانيات وأهمها عدم وجود أطباء لتخصصات بعينها، وهو ما جعل المرضى، يقصدون أماكن أخرى بحثا عن علاج لأوجاعهم.
منى محمود إحدى المريضات التي تركت المعهد، وبحثت عن مكان آخر تتلقى فيه العلاج، خصوصا أن معهد الأورام بقنا ليس به أطباء متخصصون في مرضها “ورم المخ” تروي مأساتها مع المعهد قائلة: “المعهد عبارة عن عيادة صغيرة لاستقبال المرضى، صحيح به أجهزة ومعدات حديثة، لكن للأسف لا يوجد أطباء متخصصون بالقدر الكافي، وسمعنا كثيرًا عن أنه سيتم الاستعانة بأطباء من أسيوط والقاهرة لكننا لم نر شيئًا”.
أما عبد الحكيم محمد، زوج إحدى المريضات التي تعانى المرض الخبيث وتم علاجها بالقاهرة وتحتاج للمتابعة فيقول: “كنت أنوي تحويلها إلى المعهد، لكني شاهدت عدم اهتمام وعدم وجود أطباء متخصصين خاصة في حالة زوجتي، وهو ما دفعني إلى العودة بها إلى القاهرة وتحمل مشقة السفر شهريًا، وقطع مسافة أكثر 650 كيلو مترا، أي ما يعادل أكثر من 6 ساعات سفر، ومعي أطفالي خاصة في أيام الدراسة”.
أشرف عبد الرحيم أصيبت زوجته بالسرطان وحين اصطحبها إلى المعهد لم يجد الرعاية اللازمة، وتم تحويله إلى معهد أورام أسوان لعدم وجود أطباء متخصصين في حالة زوجته بمعهد قنا يقول: “تكاليف علاج زوجتي باهظة، والسفر لأسوان مكلف للغاية، وأسعى إلى إيجاد بديل في قسم أورام مستشفى الجامعة بقنا لكن دون جدوى”.
أما “نجاتي رزق”، فيقول: “والدتي كانت تعاني ورما خبيثا بالبطن، وظللنا نتردد على المعهد فترة كبيرة لإيجاد طبيب يعالجها لكن بعد فترة زادت حالة والدتي في السوء ونصحنا البعض بضرورة الكشف لدى أحد الأطباء، لكن القدر كان رحيما بنا عن الأطباء الذين يتاجرون في دم المرضى، وتوفيت والدتي بعد فترة قصيرة نتيجة انتشار السرطان في جسدها وعدم قدرتنا على توفير العلاج اللازم”.
ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها “فيتو” فإن لجنة من التفتيش المالي التابع لوزارة الصحة كشفت وجود بعض القصور بالمعهد منها وجود سرنجات منتهية الصلاحية بقسم الأسنان بمعهد الأورام، فضلًا عن مخالفة بناء حيث تم رصد نحو 30 ألف جنيه لشراء حديد لعمل تندات حديدية لجراج السيارات إلا أن اللجنة وجدت استخدام هذه المواد في بناء غرفة في أحد طوابق المعهد، لا فائدة منها، بالإضافة إلى تعيين ما يقرب من 70 عاملا على بند الصناديق وعمل عقود لهم، دون الإعلان عنها، وغيرها من المخالفات التي وجدتها اللجنة، إلا أن الأمر توقف عند هذا الحد ولم يتم تفعيل أي قرار بحق هذه المخالفات ــ كما أكدت المصادر ــ على الرغم من ثبوت هذا بشكل رسمي في تقرير اللجنة.
"نقلا عن العدد الورقي..."