رئيس التحرير
عصام كامل

خبير إسرائيلي يكشف وسائل إخضاع حماس دون اجتياح غزة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

سيطر التصعيد الإسرائيلي الأخير مع قطاع غزة، على الصحافة الإسرائيلية ووسائل إعلامها، وسط تباين واضح أكثر من ذي قبل حول التصورات الإسرائيلية لطبيعة العلاقة المتوقعة مع القطاع.

وقال رون بن يشاي كبير المحللين العسكريين في صحيفة يديعوت أحرونوت، إن "إسرائيل لا تؤمن أن تهدئة طويلة الأمد مع حماس واردة ومتوقعة في المدى القريب، كما أنها ليست مستعدة لتقبل صيغة جولات التصعيد المتقطعة بين حين وآخر".

وأضاف أن "الهدف الإسرائيلي هو العودة مع حماس إلى التفاهمات التي تم إنجازها بعد انتهاء حرب غزة الأخيرة 2014، لأن جولة التصعيد الأخيرة أثبتت للمستويين السياسي والعسكري في تل أبيب أن الهدنة التي تحدثت حماس عنها مؤخرا لمدة خمس سنوات ليست متاحة".

ووصف الحديث عن تلك التهدئة أنها "لم تكن سوى حرب نفسية شنتها الحركة على إسرائيل، لكنها في الحقيقة تواجه بالكثير من العقبات، أهمها معارضة السلطة الفلسطينية لها".

وأشار بن يشاي، وهو وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية، أن "هناك توافقا بين الحكومة والجيش على أن ما تقوم به حماس من إمطار المستوطنات الجنوبية بالقذائف والصواريخ لن يكون مقبولا، لأنها تجبر المستوطنين على الاختباء في الملاجئ، وتشوش مسار حياتهم، وتحرق الحقول الزراعية".

وأكد أن "إسرائيل كما يبدو اتخذت القرار على أنها لن تقبل بصيغة المعادلة الردعية الجديدة التي تسعى حماس لفرضها، وبموجبها ترد على أي إطلاق نار للجيش بقذيفة هاون أو نيران قناصة، ولن تسمح للحركة أن تأخذ زمام المبادرة لأي تصعيد قادم، ووقفها بوساطة مصر والأمم المتحدة حين تتوجع الحركة من رد إسرائيل".

واستدرك أنه "في الوقت ذاته هناك قناعة متوفرة لدى الجيش والحكومة أنه لم يئن الأوان بعد للدخول في عملية عسكرية واسعة في غزة، بما فيها عملية برية للقوات الهندسية والمشاة إلى عمق القطاع، وليس هناك من نية لإعادة احتلاله، أو السيطرة عليه، أو القضاء على سلطة حماس، كما يتدرب الجيش على ذلك، وهو مستعد للتنفيذ خلال أيام معدودة".

لكنه أوضح أنه "يمكن التوصل لمباحثات غير مباشرة مع حماس، من خلال تصعيد محدود بدأ في الأيام الأخيرة، وقد يعاود مرة أخرى، من خلال تنفيذ بعض الاغتيالات لقادة حماس في غزة".

وأضاف أن "إسرائيل ترسل لحماس رسائل مفادها أنها قد تعمل تدريجيا على إنهاك سلطتها واستنزافها، من خلال أدوات ووسائل لا أستطيع الإفصاح عنها، دون الحاجة لإعادة احتلال القطاع، والبقاء فيه، بل من خلال سلم تدريجي للتصعيد، يختاره الجيش بالطريقة التي تناسبه".

وختم بالقول إن "حماس في حال استمرت بالتحرش بإسرائيل انطلاقا من قناعتها أنها لا تريد عملية عسكرية برية في القطاع، فإنها قد تفاجأ برؤية ما لدى الجيش الإسرائيلي من إمكانيات تفوق ما حصل عليها إبان حرب الجرف الصامد 2014، وتشمل قدرات تكنولوجية وعسكرية وعملياتية تجعله يحقق أهدافه دون الحاجة للبقاء في غزة".
الجريدة الرسمية