رئيس التحرير
عصام كامل

مؤامرة "الوالى والمشايخ" للتخلص من عمر مكرم

 عمر مكرم
عمر مكرم

بالرغم من أن الزعامات الشعبية هى التى أتت بمحمد على واليا على مصر، إلا أنه تنكر لهذه الزعامات وعمل على إقصائهم بالوقيعة فيما بينهم، خاصة عمر مكرم، نقيب الأشراف، الذى كان زعيما لكل المصريين.


يقول عبد الرحمن الجبرتى فى كتابه "عصر محمد على" إن محمد على كان يميل منذ اليوم الأول إلى التخلص من الزعامة التى أجلسته على قمة المجد، وذلك للشروط التى أملتها عليه الزعامات ومنها مراقبة أعماله رقابة مستمرة، فدبر مؤامرة لتفريق الشيوخ، وخطط أولا للتخلص من عمر مكرم، وإضعاف الشيوخ بالتركيز على أطماعهم.

ففرض الضرائب على الأراضى المعفاة أساسا، والتى ينفق ريعها على المساجد والمدارس الدينية وطالب بحصر الأوقاف ومصادرتها والاستيلاء على نصف حصيلتها وتزامن ذلك مع اعتقال الشرطة لواحد من طلبة الأزهر، فبدأ التذمر وخرجت المظاهرات فى الشوارع إلى الأزهر.

قرر عمر مكرم مع المشايخ كتابة عريضة إلى الوالى بمطالب الناس رافضين لقاءه بالقلعة قبل تنفيذ مطالبهم، فاستعان محمد على ببعض المشايخ منهم الشيخ محمد المهدى، والشيخ الدواخلى، ومحمد أفندى طبل، الذين ذهبوا إلى عمر مكرم يبلغونه بأنه أساء إلى الوالى وأن الوالى لم يأخذ شيئا من أموال الأوقاف والضرائب، فرد عليهم عمر مكرم بالمستندات وأقسم ألا يقابل محمد على إلا إذا عدل عن مشروع فرض الضرائب، وقال: "إذا أصر الوالى على مطامعه فإننا نكتب إلى الباب العالى ونثير الشعب عليه، وأنزله عن كرسيّه كما أجلسته عليه".

ذهب الدواخلى والشرقاوى والمهدى للقاء الوالى فى القلعة وهاجم محمد على عمر مكرم، وقال الشيخ المهدى: "هو ليس إلا بنا وإذا خلا عنا فلا يساوى شيئا".

وعاد الدواخلى والمهدى إلى محمد على حاملين تهديدا من عمر مكرم، وفى نفس الوقت زرع الوالى الجواسيس حول منزل عمر مكرم وجمع المشايخ والعامة، واستدعى القاضى للاحتكام بينه وبين عمر مكرم الذى رفض الحضور، فكان قرار الوالى بعزله ونفيه إلى دمياط وتعيين الشيخ السادات نقيبا للأشراف.

الجريدة الرسمية