رئيس التحرير
عصام كامل

«أياد يحبها الله».. حكاية الحاج فهمي صاحب ورشة سن سكاكين الأضاحي

فيتو

لكل مهنة موسم يزداد فيه الطلب عليها، ومع اقتراب عيد الأضحى تشهد ورش سن السكاكين والأمواس ازدهارًا وإقبالًا من قبل الحلاقين والجزارين لسن أدواتهم استعدادا لهذا الموسم، ومن بين هذه الورش ورشة "الإسكندراني" الخاصة بالأسطى فهمي في منطقة الموسكي، وذلك نسبة إلى الإسكندرية، التي تعود أصول الأسطى إليها، فقد كان والده وجده من قاطني عروس البحر المتوسط، ولكن أثناء الحرب العالمية الثانية قرر والده الانتقال إلى القاهرة وفتح ورشة الإسكندراني لسن السكاكين، فورث عنه الأسطى فهمي المهنة والورشة التي تُعد واحدة من أقدم ورش سن السكاكين بالعاصمة، والتي يزداد عليها الطلب أضعافًا في هذه الأيام، ويقول فهمي، «إنه على الرغم من الركود الذي أصاب مهنته إلا أنه يعمل في هذه الأيام ما يزيد على 12 ساعة متواصلة». 


لا تتعدى مساحة ورشة "الإسكندرانى" بضعة أمتار، فهى ورشة صغيرة تتكون من طابقين، العلوي يضع فيه العاملون بالورشة مقتنياتهم وملابسهم ويتصل بالطابق السفلي عن طريق سلم حديدي، يراه المارة بشارع الموسكي، وهو مقر الورشة التي تعمل بها أياد يحبها الله من أصحاب تلك المهنة الذين يعرفون بأياديهم الملطخة بالسواد والمياه، وبعض الجروح التي تصيبهم جراء احتكاك أياديهم بالشفرات، ونصل السكاكين، فمهنتهم خطيرة تستلزم الحذر واليقظة.

يسرد الحاج فهمي قصة ورشته ومهنته التي شارفت على الاندثار، مؤكدًا أنه كان يتعلم من والده أصول المهنة بمواد ومعدات بدائية جدا، وواصل التطور حتى أصبح يعتمد على استخدام معدات متطورة بمواتير تساعده على العمل، وبالرغم من أن التطوير طال أدواته إلا أن فهمى لا يزال يرى أن مهنته تندثر لسرعة تطور التكنولوجيا، حيث إن الدول الأوروبية تستخدم الليزر في هذا العمل، ولا يوجد ما يسمى بمهنة سن السكاكين بالدول الأوروبية.

كما يرى أن أحد الأسباب الرئيسية لاندثار المهنة هو عدم وجود نقابة أو حتى معهد لتعليمها، بالرغم من أنها تخدم طبقات عديدة، ومهن عدة مثل الحلاق والجزار وربة المنزل وغيرهم، وبالرغم من الظروف الصعبة إلا أن الأسطى فهمي يحرص على تعليم عماله كل أسرار المهنة، وهم في سن صغيرة، حتى "يتشربون" أصولها، ويكونون عونا له في ورشته، نظرا لرفض أبنائه توارث مهنته، التي قضى عمرًا بأكمله في العمل بها.
الجريدة الرسمية