«معصوم» غير معصوم من الخطأ
السفير "معصوم مرزوق" طالب بـ استفتاء شعبي على بقاء النظام من عدمه، واستخدم كل أدوات التنظير في وضع آليات ما بعد النظام الحاكم الحالي، وتشكيل سلطة انتقالية تتولى إدارة أمور البلاد، وشكك في القضاء وطلب الاحتشاد في ميدان التحرير، كلها مطالب مشروعة ولكن في دولة أخرى غير مصر..
فهو ومن معه يريدون إعادتنا إلى المربع صفر من جديد كي يعودوا إلى المشهد، وهنا أتساءل لماذا لم يشارك السفير معصوم ونخبته من المعارضة في الانتخابات الرئاسية والتي أقيمت منذ عدة شهور.. أو ليست هذه الانتخابات استفتاء على النظام.. عندما كانت مصر في نكبة ما قبل ثورة 30 يونيو وقف معصوم مرزوق ورفاقه يتغنون بنزاهة القضاء المصري وقضاته واليوم يشككون فيه..
بعدما تأكدوا أن دورهم انتهى وأن الشعب كشف زيفهم ولفظهم بعد أن هرب من هرب وقبض من قبض واختفى من اختفى فـاكتشفوا أنهم بعدوا عن الأضواء وليسوا في حسابات الشعب المصري، لذا أرادوا طرح مبادرة تخدم الفكر المعادي لمصر والذي يهدف إلى إعادة مصر إلى المربع صفر بعدما وجدوا في مصر حاكم قوي، قراراته صارمة، نظرته مستقبلية، ويمتلك شعبية مميزة لدرجة أن الحكومات المتعاقبة تتخذ قراراتها الصعبة والحاسمة معتمدة على أن الشعب سيتقبلها ليس حبا فيهم وإنما ثقة في الرئيس.
في 1977 حينما أراد السادات تحرير العملة والإصلاح الاقتصادي ثار الشعب في الانتفاضة ورجع السادات في قراراته، وأيضا لم يجرؤ الرئيس مبارك على اتخاذ قرارات الإصلاح الاقتصادي، وحينما أراد مرسي "زحزحة" الأسعار قامت الدنيا ولم تقعد فتراجع عنها، واليوم اتخذ الرئيس السيسي إجراءات قاسية من أجل الإصلاح الاقتصادي تقبلها الشعب رغم قسوتها لأنهم على يقين أن غدا سيكون أفضل، ليس حبا في الحكومة ولكن ثقة في الرئيس، لأنهم لمسوا مشروعات قومية وإصلاحات ما كنا لنحلم بها، ورضا الناس بكل هذا.. وهو ما اعتبره استفتاء على النظام.
حل مشكلة الكهرباء وتحولنا من العجز إلى الفائض في الإنتاج وشاهد ولمس المصريين التحسن الكبير في القطاع نعتبره استفتاء على نجاح النظام.. المشروعات العملاقة في الطرق والمصانع وقناة السويس وتهافت الشركات العالمية على الاستثمار في مصر يعتبر استفتاء على نجاح النظام.. الأمن والأمان والاستقرار وتوقف العمليات الإرهابية في الشوارع استفتاء على نجاح النظام.
تحديث تسليح الجيش المصري وضم قطع عملاقة لحماية الجو والأرض والبحر استفتاء على نجاح النظام.. ترسيم الحدود واكتشاف أكبر بئر غاز في المتوسط "حقل ظهر" استفتاء على نجاح النظام.
يا عزيزي في الوقت الذي تجلس أنت فيه ونخبتك في المكاتب المكيفة تستمتعون بعير التكييفات هناك رجال من النظام الذي يريد معصوم مرزوق الاستفتاء عليه في الشمس الحارقة يعملون ويتابعون المشروعات وينجزون المهام ويشيدون المباني ويكتبون في التاريخ أسماءهم بحروف من نور.
سيادة السفير هذا رأيك الخاص ومن حقك أن تقوله ولكن ليس من حقك أن تنغص علينا حياتنا وتطالب بالتظاهر في ميدان التحرير وتعيدنا إلى مأساة عشناها وكانت سببا في المزيد من الكوارث التي نعاني منها، فما دمت تمتلك حق التنظير ضع لنا خريطة أمل نتجاوز بها محنتنا الاقتصادية، أدعو الناس للعمل وأن كان الشعب يريد الإصلاح والتغيير فهناك بعد شهور انتخابات المجالس المحلية ادعو مريديك ونخبتك أن يخوضوا هذه الانتخابات ويكتسحوها ويستعدوا لانتخابات البرلمان القادم من أجل اكتساحه والفوز بمقاعد الأغلبية وتغيير النظام بسلمية ليس بالتظاهر والمجالس الانتقالية والتشكيك في نزاهة قضاء مصر الشامخ.
عزيزي غير المعصوم من الخطأ كلماتي هذه ليست دفاعا عن النظام وإنما ردا على خطة زعزعة أمن واستقرار مصر من أجل مستقبل أطفالنا واعترف بأن للنظام أخطاءه فهم لا ينطقون عن الهوى وهم بشر يصيبون ويخطئون وعلينا التقويم لا الهدم فمصر لا تتحمل كوارث جديدة.