رئيس التحرير
عصام كامل

روشتة صحفية لمواجهة زيادة أسعار مواد الطباعة.. عصام كامل: الصحافة تلعب دورا تنويريا في الحرب على الإرهاب..«سلامة» يقترح إنشاء مصنع للورق.. و«سعيد» يطالب بدعم الدولة للمطابع

عصام كامل
عصام كامل

«لكُلِّ زَمانٍ مَضى آيَةٌ.. وَآيَةُ هَذا الزَمانِ الصُحُف».. يبدو أن أمير الشعراء أحمد شوقي، حين نظم هذا البيت قبل قرن من الزمان، لم يكن يستشرف أن المستقبل يحمل في جعبته الكثير من الصعاب والتحديات التي ستواجهها الصحافة في ظل الإعلام الرقمي والثورة التكنولوجية، وعزوف القارئ عن كل ما هو مطبوع، من خلال حرب حقيقية يبدو أن الحداثة فيها ستنتصر على كل ما هو تقليدي ونمطي ومألوف، رغم تمسك فئة وإن كانت قليلة ممن ارتبطوا ارتباطًا تاريخيًا أو ربما نفسيا بالمطبوعة الورقية.


نار الأسعار
أزمة ارتفاع أسعار الصحف، باتت شبحا يهدد الصحافة المصرية صاحبة الريادة في الوطن العربي، فرغم ارتفاع مواد الطباعة والورق كواحدة من الأعراض الجانبية لخطة الإصلاح الاقتصادي، ورغم اتجاه عدد من الصحف العالمية إلى إلغاء إصداراتها الورقية ومنها: «ذا إندبندنت، سفير اللبنانية»، إلا أن المؤسسات الصحفية قاطبة تبذل قصارى جهدها، للإبقاء على المطبوعة الورقية كمكون أساسي في تشكيل وعي الجماهير، وجزء من هوية الصحافة المصرية.

اجتماعات تشاورية تعقدها الهيئة الوطنية للصحافة، برئاسة كرم جبر، مع رؤساء إدارات وتحرير مجالس الصحف القومية والحزبية، والخاصة، لوضع تصور واضح يعمل بدوره على حل أزمات الورق والطباعة، ويعزز عملية التوزيع، بدراسات ميدانية وبحثية لوضع حلول مرضية نسبيا للقارئ والصحيفة في آن واحد.

تصور كامل
الكتاب الصحفي عصام كامل، رئيس تحرير جريدة فيتو، كان على رأس الحضور في الاجتماع الأول للهيئة، لمناقشة أزمة ارتفاع أسعار مواد الطباعة والنشر، والذي أشار بدوره إلى أن مصر تنفق ما يقرب من ٧٥٠ مليون جنيه على الطباعة، مؤكدا ضرورة أن تقدم المؤسسات مشروعًا يتضمن مقترحات تقدم للدولة، تتحمل فيه جزءا من دعم ورق الطباعة، ولاسيما أن الصحافة تلعب دورًا تنمويًا وتنويريا في الحرب على الإرهاب.

إنشاء مصنع وشركة
وبدا التصور الذي طرحه "كامل"، للعبور بالصحافة من هذه الأزمة المرتقبة، موازيا لمقترح مماثل للكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة، رئيس تحرير إدارة مؤسسة الأهرام، ونقيب الصحفيين، بإنشاء مصنع ورق في البحيرة على مساحة ١٢٨ فدانا، تساهم فيه الصحف القومية والحزبية والخاصة، الأمر الذي سيوفر بدوره مبالغ على الصحف من شراء الورق، بل اقترح أيضا إنشاء شركة توزيع مشتركة بين المؤسسات القومية الثلاث «الأهرام، والأخبار، والجمهورية»، مطالبًا بزيادة بسيطة في أسعار الصحف على أن تكون ٣ جنيهات للصحيفة اليومية، و٤ جنيهات للأسبوعية.

زيادة الأسعار حتميًا
يذهب رأي آخر إلى حتمية رفع أسعار الصحف لا محالة، وكان على رأس هؤلاء الكاتب الصحفي خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير جريدة اليوم السابع، الذي طالب بزيادة الإصدار اليومي إلى ٥ جنيهات، مقابل ٧ جنيهات للإصدار الأسبوعي، بالتزامن مع وضع خطة لتطوير شبكات التوزيع، لتعويض خسائر ارتفاع ورق الطباعة.

دعم المطابع
فيما طالب الدكتور عبد المنعم السعيد، رئيس مجلس إدارة المصري اليوم، بأن تدعم الدولة الصحافة ككل (القومية والخاصة)، وبخاصة المطابع، مؤكدًا على التوسع في توزيع الصحف كان يستهدف المدن الجديدة، وأن الصحف القومية الثلاث تستحوذ على ٩٧٪ من توزيع الصحف في مصر.

الصحافة إدارة تنوير
مقترحات متباينة طرحها كبار الصحفيين من رؤساء تحرير وإدارات الصحف، ولكن الجميع أجمعوا على أن صناعة الصحافة المصرية الوطنية أداة من أدوات الديمقراطية والتنوير الرئيسية، التي يتعين الحفاظ عليها ودعمها لما لها من دور رئيسي وفعال في معركة الدولة ضد الإرهاب والتطرف.

وطالب الجميع أيضا بضرورة دعم الصحف المصرية بكافة أشكالها القومية والحزبية والخاصة على السواء، نظرا لأن تحرير سعر الصرف وما ترتب عليه من زيادات مالية ضخمة في أسعار ورق طباعة الصحف أثر على معدلات الطباعة وتؤدى إلى انخفاض نسبة التوزيع.

دراسة زيادة الأسعار
وجاءت توصيات أول اجتماع بشأن زيادة الأسعار، بالنظر في رفع أسعار الإصدارات الصحفية بشكل عام وفقًا لزيادة التكاليف اعتبارا من الأول من سبتمبر، وذلك بعد إجراء دراسة مستفيضة بهذا الشأن، وتشكيل لجنة مكونة من المؤسسات الصحفية القومية الثلاث الأهرام وأخبار اليوم ودار التحرير، لإعادة دراسة نظام التوزيع بالمؤسسات والبحث عن منافذ توزيع جديدة.

دراسة جدوى
ومن التوصيات أيضًا إجراء دراسة جدوى لإنشاء مصنع لإنتاج الورق سواء بالتعاون مع المؤسسات الصحفية القومية أو جهات أخرى، وكذلك بحث سبل دعم ورق الطباعة.
الجريدة الرسمية