رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يرتعش «النور» من «كارتون الأطفال».. الحزب السلفي يعتبر «توم وجيري وميكي» وسائل تدميرية للنشء.. إبراهيم ربيع: يوسعون من دائرة المحرمات للتحكم في الناس.. «المنشا

 حزب النور السلفي
حزب النور السلفي


يعيش حزب النور السلفي حالة من القلق الشديد، من «كارتون الأطفال»؛ حيث تحركت لجنته الثقافية، وشغلت وقتها تماما بمشاهدة أفلام الكارتون، لإعداد جداول إحصائية ورصد ما يبث على الشاشات، وضبط ما أسمته «المخالفات الشرعية»، التي لها تأثيرات سلبية وانعكاسات مدمرة على سلوكياتهم، وهي تصرفات في مجملها تؤكد أحادية الفكر السلفي، وتقوقعه وانعزاله عن العالم.

تتبنى اللجنة الثقافية للحزب، التي لا تنتج ثقافة واضحة، إلا تأصيل الفكرة السلفية في نفوس النشء، منهجا جديدا لعرض أفكارها، ولم تجد للتعامل مع الأفكار المختلفة عنها إلا برامج على الإنترنت، وضعت لها عناوين «امسك حرامي»، و«اصحى ليغفلونا»، واتهمت من خلال هذه البرامج أفلام الكارتون، ببث مشاهد تتنافى مع الدين الإسلامي، واعتبرت اللجنة أن الشخصيات الكارتونية الخيالية والأسطورية أصبحت تمثل قدوة للأطفال.

وقالت اللجنة إن 30% من أفلام الكارتون تتناول موضوعات جنسية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، والغريب أنها لم تشير إلى أي مصدر، أو شريحة بحثية اتبعتها في الأمر، وقالت أيضا إن 27% من مواد الكارتون تتناول الجريمة والعنف، و15% تتناول الحب بمعناه الشهواني، وأوضحت اللجنة في نهاية الفيديو الذي بثته القناة الرسمية للحزب، أن هناك حاجة لإنتاج أفلام كارتون إسلامية تحث على القيم وتدعو للفضيلة والأخلاق، وتعاليم الدين.

عداوة الآخر

يدس «النور» في عقول الأطفال الموجه لهم هذا الإصدارات، عداوة الغرب والآخر بشكل عام، ووصفهم بالأعداء الذين يتوجهون بهذه المواد إلى الأطفال والنشء، لإعادة تشكيل وعيهم الثقافي والحضاري، ويعتبرها في النهاية طريق واضح لإفساد العقيدة والأخلاق في الأطفال.

ويتحرك الحزب بشكل واضح، من منطلقات فتوى نطق بها ياسر برهامي، نائب رئيس رئيس الدعوة السلفية، عام 2014، وحرم فيها تعليق صور الكارتون في غرف الأطفال، الأمر الذي جعل من "كابتن ماجد" و"ميكي وتوم جيري" مخالفات شرعية يجب تجريمها والابتعاد عنها، وهي الأفكار التي تريد «سلفنة المجتمع» ولفظ أي انفتاح مع العالم، حتى لو كان عبر مجموعة ألعاب متجذرة ومحببة لثقافات العالم أجمع.

مخاوف سلفية

السلفيون حساسون جدا من أمور،  هكذا يقول الدكتور جمال المنشاوي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، موضحا أنهم يعتبرونها تمس العقيدة وترسخ مفاهيم خاطئة للنشء والأطفال يشبون عليها.

وأوضح المنشاوي، أن السلفيين يعتبرون الصور المتحركة والكارتون يصور الشيطان أو الأشرار على أنهم أشخاص لطفاء، أو يظهر الخنزير على أنه حيوان لطيف، كما يظهر نساء عاريات بكثرة في الرسوم المتحركة، مردفا: "يخشي السلفيون من غرس هذه المفاهيم في العقل الباطن للأطفال، واختزانها بصورة طيبة ومقبولة فيتقبلونها عند الكبر".

وتساءل المنشاوي: "السلفيون في العالم الإسلامي عندهم إمكانيات مادية تستطيع إنتاج كارتون مضاد لذلك، ويحقق لهم ما يريدون، فلماذا لا ينتجون تلك الأفلام ويخرجونها للعلن، ويسدوا هذه الثغرة التي يظنونها مفتوحة وتحتاج للغلق ؟".

وقال: "الكارتون وسيلة مسلية للطفل، ويمكن النفاذ منه لوجدانه وتشكيل قناعاته، وإذا كنا ننكر شيئا فعلينا توفير البديل بما يتوافق مع قيمنا ومبادئنا لكن الاكتفاء بالإنكار والصريخ لا يليق".

توسيع دائرة المحرمات

فيما قال إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإسلاميين: إن السلفيين عموما يوسعون دائرة المحرمات للتحكم في الناس وتوجيههم، كما يشاءون، وتابع: "الإنسان يعيش في دائرة معظمها محرمات، وتدريجيا من خلال البرمجيات هذه سيشعر بعقدة الذنب" بحسب السلفيين، مؤكدا أنها دائرة جهنمية تم صنعها منذ أكثر من 100 عام، وتحديدا وقت تدشين جمعية أنصار السنة المحمدية، موضحا أن خطر هذه الأفكار أبشع من خطر الإخوان ويجب مواجهتها.
الجريدة الرسمية