"من سقراط إلى سارتر".. فى القومى للترجمة
صدر حديثًا عن المركز القومى للترجمة النسخة العربية من كتاب "من سقراط إلى سارتر"-البحث الفلسفى، من تاليف ت.ز.لافين، وترجمة أشرف محمد كيلانى، و مراجعة وتقديم سعيد توفيق.
ففى 491 صفحة ومن خلال سبعة أجزاء، يتعرض الكاتب لستة من أهم الفلاسفة وأعظم المفكرين في في تاريخ الحضارة الغربية وهم: أفلاطون، ديكارت، هيوم، هيجل، ماركس وسارتر، فمعظم هؤلاء تندرج أسماؤهم فى أى قائمة يتم وضعها لأعظم فلاسفة العالم الغربى، وقد كرس كل من هؤلاء الفلاسفة حياته كاملة، ونذر نفسة للبحث والتحقيق بشأن المسائل الفلسفية الخالدة، والإجابة عنها، كل بطريقته الخاصة.
يمتاز الكتاب بسعة المعرفة وعمقها ودقتها، وفى الوقت ذاته يمتاز ببساطة العرض والإيضاح، من خلال تناوله المفاهيم والأفكار الفلسفية، وهذا ما يجعل الكتاب ملائمًا للقارئ العام، فضلا عن الدارسين للفلسفة، ويعتبر محاولة للوقوف على التساؤلات الكبرى الموجهة "للبحث الفلسفى"، ولهذا كان لا بد للمؤلف من انتقاء المحطات الفلسفية التى شغلت بال الناس، وركزت عليها على نحو تردد صداه لدى القارئ العام.
ولم يغفل المؤلف أيا من الاتجاهات الفلسفية عندما يتعرض الكاتب لأفلاطون ثم إلى سقراط، وهو قبل ان ينتقل لديكارت يعرج على الفلسفة الرواقية وينوه لفلسفة العصور الوسطى بوجه عام، كما أنه قبل أن ينتقل إلى الأسئلة المتعلقة بالمعرفة التى أثارها هيوم ومن بعده كانط يتناول الأسئلة بشكل عام كما تجلت فى فلسفة لوك، وهو ينتقل بسلاسة من هيجل إلى ماركس ومن ماركس لسارتر ليمسك بالخيوط المشتركة بين هؤلاء الكبار، كذلك فإنه لم يغفل تماما اتجاهات فلسفية من قبيل البراجماتية والفلسفة التحليلية والظاهراتية وما بعد الحداثة.
جدير بالذكر أن المؤلف ت.ز.لافين، هو أستاذ الفلسفة بجامعة جورج واشنطن،حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة هارفارد، ألف العديد من المقالات والكتب، والمترجم أشرف محمد كيلانى، حاصل على دبلومة عليا فى اللغة الانجليزية التطبيقية من الولايات المتحدة، قام بترجمة العديد من الكتب والروايات الادبية والدراسات والأبحاث فى المجالات المختلفة، نذكر منها "الولاء والقيادة فى المجتمع الإسلامى"، "تاريخ الصين منذ ما قبل التاريخ حتى القرن الــ20".