رئيس التحرير
عصام كامل

قذاف الدم محذرا إيطاليا: الأيام المقبلة حبلى وقد أعذر من أنذر

أحمد قذاف الدم
أحمد قذاف الدم

قال منسق العلاقات المصرية الليبية السابق، أحمد قذاف الدم، إن السياسة الإيطالية تجاه ليبيا تقودها عقلية غير متحضرة، وتحمل تراكمات زمن الاستعمار، وعانينا منها وما زلنا، رغم ما توصلنا إليه مع الرئيس سيلفيو بيرلسكون، ووقعنا اتفاقية طوينا بها صفحة الماضي وكانت مشرفة للجميع.


مضيفا في حوار صحيفة "سبشيال" الإيطالية، كان ينبغي أن نكون قد تعلمنا منها الدروس وأهمها "أن الاستعمار مشروع فاشل"، وقبلنا اعتذار روما، ووضعنا أسسا لعلاقة مستقبلية مميزة، نسفتها صواريخ الناتو 2011 وأخلت إيطاليا بتعهدها بعدم الاعتداء، واليوم الجميع يدفع الثمن، تم تدمير ليبيا ودخلنا في مشكلات لا حصر لها كنا قد حذرنا منها.

مستطردا، بدلًا من تصحيح الأخطاء استمرت حكومات إيطاليا المتعاقبة، بنفس الروح الفاشية الاستعمارية معتقدة أن ليبيا ممكن أن تعود مستعمرة إيطالية فكانت لغة التهديد والاحتقار لكل الحكومات التي نصبتها صواريخ الناتو بعد استشهاد معمر القذافي بصواريخ الناتو، والتي لن تصنع شرعية لأحد، بل وأرسلت إيطاليا بوارجها الحربية وجنودها لطرابلس ومصراته والجفرة ولن ينسي جنود القوات البحرية الليبية منع قائد البحرية الليبية من دخول مكتبه في «بوسته» رغم أنه أحد الخونة الذين فرشوا البساط الأحمر لاستقبال الأسطول الإيطالي.

وكشف قذاف الدم، أن إيطاليا قدمت طلبًا لشراء أراض للاستخدامات العسكرية بل وطالبت ببعض الأملاك التي تدعي أنها لها فترة الاستعمار ولعل أخرها مستشفى الأمراض العقلية وسط طرابلس، مما أثار سخط وسخرية الليبيين، ويؤسفني أن أقول بأن تفاؤلنا بالحكومة الشابة الجديدة تبخر وأصبحنا على منطق " أن ليبيا كلها ملك إيطاليا، وهي صاحبة اليد الطولي، وتتفاوض مع الدول حول أحقيتها " وسمعنا لغة شاذة من وزيرة الدفاع وآخرين، ولعل أخرها السفير الذي يصدر أوامره من طرابلس لحكومتنا المغلوبة على أمرها بتأجيل الانتخابات، وأن وإيطاليا لن تسمح بها الآن ويتواصل مع بعض العملاء ويقدم الرشاوى لبعض المدن ويقدم الوعود.

مستكملا، قد سبق لي أن حذرت من ذلك أكثر من مرة، وأكرر بأن ليبيا اليوم ليست ليبيا 1911، وأن 2018 لن تكون كسابقتها، وأحذر الحكومة الإيطالية بأن الأيام تتسارع وما نستطيع القيام به معًا اليوم، قد يكون الوقت متأخرا غدًا ومهما بلغ الأمر في ليبيا من ضعف ومهانة وسكون، أبشركم بأن الأيام حبلي، وقد أعذر من أنذر.

الجريدة الرسمية