رئيس التحرير
عصام كامل

«مكيدة السلفيين».. الدعوة تحاول تفخيخ «ميثاق المنابر» بـ«بيان الـ40 مسجدا».. داعية سلفي: نسيطر على 100 زاوية في قرى العامرية وريف المنتزه وسيدي بشر.. والوزير يتواصل مع ال

الدكتور محمد مختار
الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف

طوال السنوات القليلة الماضية، وتحديدًا بعد نجاح المصريين في إزاحة جماعة الإخوان الإرهابية من الحكم، أعلنت الدولة – ممثلة في وزارة الأوقاف- معركة تطهير «منابر المساجد»، وقد أصدرت الوزارة ما يعرف بـ«ميثاق المنابر» الذي شدد على الالتزام بكل ما ورد فيه لمواجهة التطرف الديني، وصولا إلى التعهد الحرفى من الأئمة والإدارات والمديريات بموجب ما جاء فيه.


«ميثاق المنابر» لم تعممه «الأوقاف» على مساجدها إلا بعد أن أحست بظهور بعض أفراد التيارات المتشددة مؤخرًا، نتيجة عدم التزام الأئمة بصعود منابرهم؛ فعلى مدار الأربع سنوات الأخيرة نجح وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، في قطع أرجل عناصر جماعة الإخوان الإرهابية من مساجد الوزارة، واستبعاد ما يزيد على 12 ألف منهم، إلى جانب «تقليم أظافر الدعوة السلفية» وتحجيم أدوار عناصرها بعد ثورة 30 يونيو.

«التحدى لا يزال قائمًا».. هذا ما أكده “مختار جمعة” في أكثر من لقاء تليفزيوني، وسط الزيادة الكبيرة في عدد المساجد والزوايا مقارنة بعدد الأئمة؛ حيث بلغ عدد المساجد 132 ألفا و809 مساجد وزاوية حسب آخر إحصائية للعام 2016 – 2017 بينما عدد الأئمة يزيد على 50 ألفا، بحسب تصريحات المتحدث الرسمى لوزارة الأوقاف الشيخ جابر طايع، وهو ما يتيح الفرصة لغير الأزهريين من القفز على بعض المساجد في القرى والمناطق النائية بعيدا عن أعين الأوقاف.

وبالعودة إلى «ميثاق المنبر» الذي أصدرته الوزارة مساء الإثنين 8 يوليو الجارى والذي جاء فيه: إن المنبر أمانة يجب الحفاظ عليها من غير المؤهلين وغير المتخصصين وغير المصرح لهم بالخطابة، وغير الموجهين إلى ذات المسجد بمعرفة الإدارة أو المديرية التابع لها بخطاب رسمى وإحالة من يخالف ذلك للمساءلة القانونية؛ أدى الميثاق إلى استياء واستفزاز بعض عناصر القيادات السلفية في بعض المحافظات على رأسها محافظة دمياط.

في السياق قال مصدر مطلع تحفظ على ذكر اسمه لـ«فيتو»: أرسلت بعض القيادات السلفية بالمحافظة ردًا على الميثاق بيانا يشتمل على 40 مسجدا تسيطر عليها الدعوة إلى وزير الأوقاف من خلال الموقع الرسمى للوزارة، اشتمل على أسماء المساجد التي يسيطرون عليها، في محاولة للإيقاع بينه وبين وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة دمياط.

وأكد المصدر أن محافظة دمياط بها ما يزيد على ألفى مسجد و500 إمام فقط ومثلهم خطباء بالمكافأة؛ وهناك عجز كبير لا تستطيع أن تغطية وزارة الأوقاف يقارب الألف مسجد، مضيفا: «السلفيون بيناموا شوية ويقوموا تاني، ويريدون يقظة مستمرة ودائمة واستطاعوا الصعود على بعض المنابر خلال الأسابيع الماضية في إدارات الزرقا وكفر البطيخ وفى مسجد الدعوة وهم غير مصرح لهم بصعود المنابر».

وبحسب المصدر فإن وزير الأوقاف سرعان ما تواصل مع وكيل الوزارة بدمياط، للوقوف على مدى صحة تلك البيانات التي أرسلتها الجماعة السلفية.

من جانبه قال الشيخ محمد سلامة، وكيل وزارة الأوقاف بدمياط: الدعوة السلفية أرسلت بيانها عن الـ40 مسجدا للوزير من أجل النيل مني، لأنى أوقفت منهم أكثر من شخص، وأرسل وزير الأوقاف لجنة من التفتيش للرقابة على تلك المساجد ووجدها قانونية، وكانت الفعلة للتنكيل والإيقاع بينى وبين الوزير، مؤكدا تحرير محاضر لكل من يصعد على المنبر بدون تصريح أو إذن مسبق.

“سلامة” أكمل قائلا: قررت إحالة كل من الشيخ طارق الجزيري، مدير إدارة أوقاف الزرقا لتقصيره في عمله، وعدم الالتزام بتعليمات المديرية، لأننا نبهنا عليه بعقد غرفة عمليات مستمرة طوال يوم الجمعة، وإمداد المديرية بكافة البيانات ومدى التزام الأئمة أو التقصير في خطبة الجمعة، والتحقيق مع الشيخ عمر السيد منتصر مدير إدارة أوقاف كفر البطيخ والشيخ أحمد رشاد، إمام وخطيب مسجد الدعوة بدمياط الجديدة بسبب تقصيرهما في أداء العمل والسماح لغير المرخص لهم بالخطابة بصعود منبر مسجد الدعوة، وعدم الالتزام بتعليمات المديرية.

في حين قال الشيخ محمد العجمي، وكيل الأوقاف بالإسكندرية: المحافظة تخضع مساجدها لوزارة الأوقاف بشكل كامل وملتزمة بميثاق المنبر، ولا يوجد فصيل أو تيار أو طريقة تسيطر على أي مسجد في المدينة، والتيار السلفى كان يسيطر على أكثر من٤٠٠ زاوية وعدد من المساجد الكبرى، وتم إنهاء تلك السيطرة، ولم يسمح لأى شخص باعتلاء المنبر أو إمامة المسجد وهو غير حاصل على تصريح من الأوقاف وطبقًا للشروط المحددة أن يكون أزهريا أو حاصلا على إجازة من معهد إعداد الدعاة.

في مقابل حديث «العجمي».. كشف أحد أئمة الدعوة السلفية بالإسكندرية عن وجود أكثر من ١٠٠ زاوية، تحت سيطرة الدعوة خاصة في قرى العامرية وريف المنتزه وسيدى بشر وغرب المدينة، لافتا إلى أن «الأوقاف» لديها عجز كبير في عدد الأئمة بالإسكندرية مقارنة بعدد المساجد والزوايا والتي تزيد على 7 آلاف مسجد وزاوية.

وأضاف: العجز القائم أتاح الفرصة للدعوة للعمل بشكل كبير في هذه المناطق، كما أن شوارع الإسكندرية أغلبها زوايا أسست أسفل العمارات لا تخضع لرقابة الأوقاف ولا تلتزم بميثاق المنبر التي عممته الأوقاف.

أما الشيخ أحمد عبد المنعم عبد الرحمن، مدير عام الإدارة العامة للتفتيش العام بوزارة الأوقاف، فقد أكد أن المساجد في جميع المحافظات تخضع للسيطرة الكاملة قائلا: لا يجرؤ أحد على أن يؤم المصلين أو يصعد المنبر دون تصريح أو إذن من وزارة الأوقاف والتجاوزات التي تحدث في بعض المساجد تكون نتيجة قصور من غياب العامل أو الإمام.

"نقلا عن العدد الورقي"..
الجريدة الرسمية