وصفوها بـ«الكلبة».. قصة عذاب أسماء المصرية في بريطانيا (فيديو)
كثيرون هم من يختارون "الغُربة" من أجل لقمة العيش، ويكتشفون مُرها وسواد واقعها بعد فوات الأوان، وباتت المذلة والمهانة أسلوب حياتهم فيضطر أغلبهم إلى اللجوء للصمت وقبول الظروف غير الآدمية، ولكن البعض الآخر ينتفض لإنسانيته وكرامته بعد طفح الكيل.. وهو ما فعلته مربية مصرية في بريطانيا، تحولت منذ أمس إلى حديث الصحافة اللندنية.
بداية القصة
بدأت قصة المربية المصرية أسماء حمدان قبل 6 أعوام حين وصلت إلى لندن بدعوة من زوجين مصريين يعملان بالطب، هما استشاري جراحة الأعصاب حسين المغربي، البالغ 52 عاما، وزوجته المختصة بأمراض النساء صفاء حسن إسماعيل، التي يبلغ عمرها 50 عاما، نظرا لأنهما لا يمتلكان الوقت لرعاية طفلهما البالغ حينها 4 أعوام، فلبت دعوتهما وذهبت للإقامة معهما في منزل بحي "ميوسويل هيل" بشمال العاصمة البريطانية لندن.
أقبلت السيدة البالغة 37 عاما من العمر على ذلك العمل بالرغم من صعوبة ظروفه، بهدف مساعدة عائلتها المكونة من أبويها و12 أخا.
أشهر العمل
استمرت أسماء في العمل بمنزل الطبيبين 5 أشهر كخادمة ومربية معا، مقابل 400 إسترليني فقط، وهو ما يعادل 9000 جنيه مصري، وهو مبلغ لا يكفي لعيش أحد المواطنين في عاصمة كبيرة مثل «لندن» إلا لعشرة أيام فقط، وهو ما دفعها لمعارضة الحصول على ذلك المبلغ، مما فتح عليها بوابة جهنم.
احتجز الزوجان جواز السفر الخاص بأسماء، وبدءا في الاعتداء عليها وتعذيبها ونعتها بأبشع الصفات مثل "الجهل"، بل كانت الزوجة تناديها بالسباب والشتائم باستمرار، وبدلا من اسمها كانت تقول لها "كلبة" أو يا "مقرفة".
إلى جانب الإيذاء النفسي، احتجز الزوجان أسماء داخل غرفتها لساعات طويلة أكثر من مرة، ومنعاها من الخروج للشارع نهائيا، كما أنهما كانا يقدمان لها طعاما من فضلات طعامهما، وأخيرا بدءا في الضغط عليها لتتخلى عن كليتها مقابل 25 ألف استرليني لموظف يعمل بأحد البنوك.
استدعاء قضائي
رفضت المربية بشدة ما حاول الزوجان إجبارها عليه، وتمكنت من الوصول إلى محام يتبني قضيتها ، ولكنهما نفيا بالطبع كل ما قالته خلال شهادتها، وأكدا أنها تلقت أجرها بالكامل، واختارت الرحيل دون ذكر أسباب له، فقررت المحكمة تأجيل القضية لجلسة مقبلة.
أقامت أسماء الدعوي القضائية ضدهما عام 2013 ، بعد أن تمكنت من الهرب منهما، وأكد محاميها للقضاء تعرضها للإيذاء الجسدي والنفسي مرات عديدة، حتى إن الزوجين كانا يحتجزانها في غرفتها حتى عودتهما من الخارج، كما أن الطبيب كان يدفعها بيده ويتعرض لها بالأذي.
إعلام بريطانيا
اختارت وسائل الإعلام البريطانية، وفق تليفزيون العربية، تناول الأزمة من زاوية أخرى، فركزت مضامينها على تهريب المربية إلى داخل لندن بشكل غير مشروع ، وتواجدها هناك دون إقامة، وأن الطبيب وزوجته رفضا مساعدتها على استخراج إقامة رسمية، بالإضافة إلى منعها بالإجبار من الذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة، فيما أشارت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، إلى أنها كانت تعمل بمنزل شقيق الطبيب المغربي، وأن زوجة شقيقه هي من أقنعتها بالسفر إلى لندن والعمل مقابل 200 جنيه إسترليني فقط.