رئيس التحرير
عصام كامل

طعن عالم مصري.. تفاصيل تنشر لأول مرة عن اغتيالات نفذها الموساد الإسرائيلى.. مقتل أسبر يفتح الملف الشائك.. تقرير عبري يشير إلى 4 وقائع مجهولة.. وألغاز حول طريقة تصفية «يحيى المشد» و«سمير

يحيى المشد وسميرة
يحيى المشد وسميرة موسى

منذ أن أُعلن عن اغتيال العالم السوري، عزيز أسبر، وجميع التقارير تلمح إلى تورط الموساد الإسرائيلي في تنفيذ العملية، إلى أن أكد مصدر استخباراتي شرق أوسطي وفقًا لما جاء في الإعلام العبري، هذه التكهنات ليقطع الشك باليقين ويزيل الستار عن الواقعة التي هزت أركان سوريا.


بصمات الموساد
صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية نشرت تقريرًا مطولًا، اليوم الثلاثاء، يثبت تورط الموساد الإسرائيلي في كثير من حوادث الاغتيال لعدد من العلماء والناشطين الذين شاركوا في برامج تخص تطوير صواريخ أو أسلحة نووية متطور ببلاد منطقة الشرق الأوسط.

وبالطبع كان لحادث اغتيال أسبر، نصيب الأسد من التقرير وذلك الذي استند على أقوال مصدر في وكالة استخباراتية بالشرق الأوسط، الذي بدوره أكد أن العملية تحمل بصمات دولة الاحتلال.

اغتيال 4 علماء

التقرير يكشف أيضًا أن هذه العملية ليست الأولى، إذ أنه خلال الأعوام الثلاثة الماضية نفذت دولة الاحتلال ما لا يقل عن أربع عمليات اغتيال ضد علماء ومهندسين في الشرق الأوسط.

تفاصيل العملية
وحول تفاصيل عملية الموساد أكد المصدر بحسب الصحيفة العبرية، أن عملاء الموساد زرعوا قنبلة في وسادة مقعد سيارة عزيز أسبر، التي انفجرت بالقرب من بلدة المصياف، حيث تتواجد إحدى المنشآت الرئيسية لتطوير الأسلحة في الجيش السوري.

صواريخ باليستية
ووفقًا للتقرير فإن الموساد كان يراقب العالم السوري من فترة وخاصة أنه كان مسئولًا عن تطوير الصواريخ الباليستية.

ويشير التقرير إلى أن ما أغضب دولة الاحتلال هو أن أسبر كان يعكف خلال العام الأخيرة على بناء مصنع تحت الأرض بدلًا من الذي دمرته إسرائيل العام الماضي، كما أنه كان يشرف على مشروع صواريخ سري للغاية.

التقرير أشار إلى أن فور الحادث هرعت سوريا وحزب الله لتوجيه أصابع الاتهام لإسرائيل، وفي هذه الحالة يعد هذا الادعاء له أدلة يستندون عليها، إذ أنه كان رئيس الوحدة السرية لمركز الأبحاث العلمية السوري، والمسئول عن تطوير أبحاث وبرامج الصواريخ الباليستية، كما أنه كان يهدف للبدء في إنتاج صواريخ دقيقة في سوريا من خلال إدخال تغييرات على صواريخ SM600 السورية، مشيرة إلى أنه كان يستمتع بالوصول بسهولة إلى القصر الرئاسي في دمشق والجنرال قاسم سليماني، قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري في إيران.

كما أنه وفقًا للتقرير فإن كان ينوي تأسيس مصنع للصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب بدلًا من الوقود السائل.

موافقة نتنياهو
وأوضح أن عملية كهذه لا يستطيع الموساد تنفيذها إلا بموافقة رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وذلك وفقًا للقانون الإسرائيلي، علمًا أن نتنياهو ووزير جيشه، أفيجدور ليبرمان، رفضا التعليق على التقرير.

ووفقًا لمصدر استخباراتي، فقد شارك أسبر أيضًا في تنسيق أنشطة إيران وحزب الله في سوريا، كما أن ما أغضب الاحتلال منه أيضًا أنه كان مسئولًا بشكل أساسي في تطوير ترسانة الصواريخ لضرب أهداف بعيدة المدى وهو ما تنفق دولة الاحتلال الكثير عليه من أجل تجنب تمكن جيرانها من الوصول إليه.

طعن عالم مصري
التقرير العبري أكد أنها لم تكن الواقعة الأولى التي يتورط فيها الموساد في تصفية علماء بالمنطقة، مشيرة إلى تصفية الموساد في أواخر السبعينات لعالم مصري لم تذكر اسمه عبر طعنه بالسكين، إلى جانب قتل اثنين من العراقيين طوروا برنامج صدام حسين النووي.

قذائف العراق
وأضافت أنه في عام 1990 اغتال عملاء الموساد أيضًا عالم صواريخ كندي حاول تطوير مدفع يمكنه إطلاق قذائف من العراق إلى تل أبيب.

ستة إيرانيين
وأكد التقرير أنه في السنوات الـ 11 الماضية، قام الموساد بتصفية ستة إيرانيين، معظمهم كانوا لهم دورًا في برنامج إيران النووي، من بينهم الجنرال الإيراني، حسن مقدام، المسئول عن برامج التسلح في الحرس الثوري.

ومن بين العمليات التي نفذها الموساد بحسب التقرير، قتل مواطنين سوريين آخرين: أحدهم، شارك في برنامج نظام الأسد النووي، اغتيل في عام 2008. بالإضافة إلى ذلك، تم اغتيال أحد كبار ناشطي حماس المسؤولين عن شراء صواريخ وأسلحة متطورة من إيران في دبي في عام 2010.

كما تم اغتيال رئيس قسم البحث والتطوير في حزب الله في بيروت عام 2013، إلى جانب اغتيال اثنين من علماء حماس في عام 2016 في كوالالمبور وتونس، وأخير أسبر في سوريا.

يحيى المشد
ولا يمكن أن ننسى عملية اغتيال الموساد لـ العالم المصري، يحيى المشد، الذي قيل أن شخصًا ما استطاع الدخول إلى حجرته بالفندق وانتظره حتى يأتي، ثم قتله عن طريق ضربه على رأسه، لا يزال الغموض يصاحب اغتياله حتى الآن.

وكذلك تورط الموساد في اغتيال الدكتورة سميرة موسى التي توصلت إلى أبحاث هامة تؤدي إلى كسر احتكار الدول الكبرى لامتلاك السلاح النووي، وغيرهم كثر، وسيظل هذا الجهاز الفاشي على حاله يقتل العقول والأجساد طالما ظل على قائمًا ويحظى برعاية أمريكا التى تلتزم الصمت على جرائمه وتعاونه.
الجريدة الرسمية