«مبادرات الشو».. طريق أيمن نور لتدعيم معسكر الإخوان في تركيا
في عالم السياسة، قد تتفق أو تختلف مع اتجاهات القوى السياسية؛ ينحرف البعض أو يختار طريقه كما يشاء، في النهاية يقول القضاء كلمته إذا ما أصر البعض على السير في طريق يعرضه للتجاوزات بحق الوطن، إلا أن اللافت للنظر تفشى عمليات «السمسرة السياسية»، التي تهدف إلى شحن المزيد من المعارضين، الذين تفرقت بهم السبل إلى دول المهجر، وعلى رأس السماسرة الكبار «أيمن نور».
لايترك رئيس إدارة قناة الشرق، أحد أهم الأذرع الإعلامية للإخوان، أي مبادرة تطلق عبثا في الهواء الطلق بالحياة السياسة المصرية، سواء كانت إعلامية وتهدف للشو، أو جادة بالفعل لكنها تفتقد للواقعية والقراءة الكافية والرشيدة للواقع السياسي، يتعامل مع جميعهم بمنطق «المقاول»، الذي يهدف للاستفادة من كافة مواد البناء الأساسية للعقار.
يبدأ "نور" بعمل شو إعلامي ضخم لأي مبادرة، ثم ينجح في النهاية باستقطاب أغلب أصحاب تلك المبادرات إلى الخارج، بعضهم ينتهي به الحال إلى العمل في قناة الشرق التي يمتلكها، بينما يقف البعض الآخر عند حدود الموقف السياسي الذي سُجل عليهم، بما يجعلهم لا يستطيعون العودة للوطن، وبالتالي لن يكون أمامهم إلا «اللجوء» لأي دولة في الخارج، والاستمرار بالطبع في طريق حلف "نور ورفاقه".
كان «زعيم حزب غد الثورة» بطلا للكثير من الأزمات التي أثيرت في قناة الشرق، ومن خلال صراعاته مع العاملين، تم تسريب العديد من الخفايا التي تكشف عقلية «نور» الحقيقية، وكيف كان يستقطب بحس التاجر، أصحاب أي مبادرة، وضمهم لصفوف معارضة تركيا تحديدا، وعلى ضوء هذا الهدف سعى لتوسيع دائرة التمويل، لتشمل بناء إمبراطورية إعلامية ضخمة، من قنوات إضافية، وراديو، ومركز دراسات سياسية، بما يمكنه من توفير فرص جيدة، لا يمكن عندها التلويح بها رفض عروض الاستقطاب.
يرى إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن خفايا أيمن نور لم يسترها معسكر إسطنبول نفسه، بل أنهم أول من كشفوا عن هذه اللعبة التي تمارس لاستقطاب المعارضين والاستفادة ماديا من خلفهم، بحسب وصفه.
وأكد القيادي المنشق عن الإخوان، أن الذين تركوا معسكر تركيا، كشفوا حرفيًا «المافيا» التي تدار هناك، تحت لافتة المبادرات، والرغبة في التربح الجنوني من حمى الاستقطاب، التي تهدف لضخ المزيد من صفوف المعارضة إلى البلدان الداعمة للجماعة، على أن يكون بوصلتهم في يد «أيمن نور»، الذي يجيد توظيف حروب الشائعات، انطلاقا من «إعلام إسطنبول» الذي يبذل الغالي والنفيس لإسقاط الدولة المصرية.