نازيون يشنون حملة عنصرية بعد وفاة طفل سوري في ألمانيا
توفي طفل سوري في ولاية مكلنبورغ فوربومرن إثر حادث مروري، وبعد أيام رسم مجهولون رموزا نازية في مكان الحادث.
السلطات تشك في وجود حملة عنصرية أطلقت من قبل النازية الجدد ضد المهاجرين بعدها. ووالد الطفل يروي معاناة العائلة.
أصبحت مدينة شونبيرغ الصغيرة الواقعة شمال غرب ولاية مكلنبورغ فوربومرن مسرحا لحملات كراهية عنصرية ضد عائلة سورية لاجئة فقدت طفلها الصغير في حادث مروري مروع. ففي يوم الأربعاء (20 يونيو 2018) كان الطفل الصغير مازن ( 9 أعوام) يقود دراجته على الطريق الجانبي المخصص للمشاة ولكنه تعثر وسقط في الشارع لتدهمه عربة تراكتور وتصيبه بإصابات خطيرة توفي على إثرها بعد عدة أيام في المستشفى، وذلك بحسب ما نشرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية.
وبعد أسبوعين ونصف من الحادث بلغ أحد الشهود الشرطة بوجود رسم للصليب المعقوف النازي على مكان الحادث. وتم إزالة الرمز النازي الممنوع تداوله ورسمه في ألمانيا. وبعد ثلاثة أسابيع من ذلك رُسم الصليب المعقوف من جديد في نفس المكان وبنفس الحجم والألوان التي رسم بها سابقا في هذا المكان.
وهو ما جعل الشرطة تفتح تحقيقا في الموضوع حسب بيان صادر عنها، وبلغت الشرطة دائرة حماية أمن الدولة بالواقعة لتولي التحقيق في الموضوع وطلبت شهادات شهود العيان. وتشك الشرطة في وجود حملة عنصرية ضد المهاجرين وراء رسم هذه الرموز.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة صوفي بافيلكه لصحيفة "شفيرينر تسايتونغ" الألمانية الصادرة في ولاية مكلنبورغ فوربومرن، إن الشرطة "تعتقد أن هناك علاقة بين وفاة الطفل الصغير ورسم الرموز". وذكر تقرير الشرطة أن الجناة في المرة الثانية "تركوا رسالة لا لبس فيها بجانب الصليب المعقوف النازي بعد أن رسموا "1:0" بجنبه".
من جانبه ذكر والد الضحية لؤي سرحان (40 عاما) لصحيفة "بيلد" الألمانية أن ابنه مازن كان يحلم في إنهاء دراسته الثانوية وأن يدخل الجامعة في ألمانيا. وقال إنه هرب من مدينة إدلب السورية إلى ألمانيا عام 2015. وذكر سرحان الذي يعمل حاليا سائقًا لسيارة شحن أن ابنه البكر خالد قدم أولا ليلتحق به بعدها، ثم جاءت زوجته عائشة (37 عاما) وأطفالهم الأربعة الآخرين، ومن ضمنهم الضحية مازن (9 أعوام).
وأضاف سرحان لصحيفة "بيلد" تعليقا على رسم الرموز النازية في مكان الحادث:" هذا يعني أنهم يكرهون اللاجئين" وتابع "وقف الناس بجانبنا وبكوا معنا إثر الحادث. ورسم أصدقاء مازن الألمان الورود والقلوب على مكان الحادث".
وتعد مدينة شونبيرغ منطقة خالية من المظاهر النازية، حسب لورنز كافيير وزير الداخلية في ولاية مكلنبورغ فوربومرن، إلا أن السلطات تتوقع أن الجناة قدموا من مناطق قريبة مثل منطقة غريفيسمولين التي كانت تعد قبل بضعة أعوام معقلا للمشهد اليميني المتطرف، وعلى بعد نحو 30 كلم عن شونبيرغ تقع قرية ياميل التي تعد أحد معاقل النازية الجدد في المنطقة، والتي يطلق عليها مجازا تسمية "قرية النازية"، حسب مجلة "دير شبيغل" الألمانية.
ز.أ.ب
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل