«الربيع العبري».. تظاهرات تشمل جميع القطاعات في الاحتلال.. الممرضات يعبرن عن رفضهن للعنف بالمستشفيات.. رجال الإطفاء يتمردون على العمل.. إغلاق دور الحضانات يفجر الغضب.. والشواذ يطالبون بحقوقه
لا يفوت الاحتلال الإسرائيلى فرصة للتعبير عن الشماتة في الدول العربية، ما لحق بها عقب ثورات الربيع العربي، ويبدو أنه في ظل حكم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تصدعت إسرائيل من الداخل، وأوشكت على «ربيع عبري»، حيث لم يعد هناك قطاع بمنأى عن التظاهرات المندلعة منذ صدور القانون الملعون المسمى بـ«القومية اليهودية».
آخر مظاهر التمرد الشعبي، كان من نصيب الممرضات اللواتي أعلن احتجاجاتهن التي ستبدأ غدًا بلا سقف زمني، وإلى أجل غير مسمى؛ بسبب العنف الذي اجتاح المستشفيات الإسرائيلية.
ثورة الممرضات
صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أكدت اليوم الإثنين، أن إضرابًا عامًا للممرضات سيبدأ غدًا الثلاثاء، في المستشفيات والمجتمع، بسبب عجز الحكومة في التعامل مع العنف الشديد والفشل في تنفيذ توصيات لجنة القضاء على العنف في النظام الصحي، والتي خرجت توصياتها منذ نحو تسعة أشهر.
وقالت إيلانا كوهين، رئيسة اتحاد الممرضات: أن "الممرضات والممرضين قرروا ألا تذهب دماؤهم هدرًا؛ لذا أعلنوا عن إضراب شامل صباح الغد".
وأضافت أن العاملين في هيئة التمريض، لن يهدأ نضالهم إلى حين اتخاذ إجراءات فورية لإزالة الأعباء التي لا تطاق وحماية الفرق الطبية والعاملين في مجال الرعاية الصحية.
وتابعت أنه من غير المعقول أن تنحي حكومة الاحتلال نفسها جانبًا عن ما يجري بحق الممرضات في مستشفيات الاحتلال خاصة عندما يصبح النظام الصحي في دولة الاحتلال كمنطقة حرب.
العنف بالمستشفيات
ونشرت المواقع الإلكترونية الإسرائيلية مقطع الفيديو، يرصد الرجل المسلح بالسكين والذي دخل بدون اعتراضه من أحد، وهدد العاملين في وضح النهار، وما أشعل غضب الإسرائيليين أن حارس الأمن لم يفعل شيئًا تجاه المواطن، الذي نفذ عملية الطعن، سوى رفع المسدس في وجهه فقط، في حين تمكن العاملون من الإمساك بالمتهم، وظل معهم لحين وصول الشرطة التي جاءت متأخرة.
قبل تسعة أشهر، قدمت لجنة برئاسة البروفيسور الإسرائيلي، شلومو مور يوسف، توصياتها للقضاء على ظاهرة العنف في المستشفيات. وقد تشكلت اللجنة بعد مقتل ممرضة في إحدى المستشفيات على يد مريض في العام الماضي.
وكان من بين استنتاجات اللجنة توسيع سلطات حراس الأمن في المستشفيات، وضع قوات شرطة بالقرب من غرف الطوارئ، توفير تطبيقات للعاملين على الهواتف يتم من خلالها التنبيه بوجود خطر.
غضب رجال الإطفاء
حالة أخرى من الغضب اجتاحت قطاع رجل الإطفاء في الاحتلال، الذين نظموا اليوم الإثنين، تظاهرات ضد ظروف عملهم انطلقت من مناطق مختلفة بالبلاد.
وذكر الإعلام العبري، أن المتظاهرين خرجوا احتجاجًا على ظروف عملهم الصعبة، ورفعوا لافتات كتب عليها: "رجال الإطفاء يحترقون".
وقال عضو لجنة الإطفاء، أورين ليرفلد، إن رجال الإطفاء يشتكون من أن إدارة المنظمة تنتهك ظروف عملهم، وينبغي على الحكومة الإسرائيلية أن تتدخل وتفهم أنه من المستحيل أن تجري إدارة الهيئة بهذه الطريقة.
واشتكى رجال الإطفاء من أنهم خلال الآونة الأخيرة تعرضوا للإنهاك؛ بسبب عملهم بشكل دوري في مواجهة الحرائق، نتيجة إطلاق الطائرات الورقية الحارقة من غزة، وطالبوا بوضع حدٍ للاعتداء والتخويف والترهيب.
أولياء أمور الحضانات
من جهة أخرى، قطع مجموعة من أولياء الأمور عددًا من الطرق؛ احتجاجًا على غلق 9 دور حضانات خاصة بإسرائيل.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الإثنين، أن دولة الاحتلال تعتزم ضم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إلى مدارس قائمة.
وأضافت الصحيفة العبرية، أن قطع الطرق من جانب أولياء الأمور يأتي ضمن نضال يقوده الآباء منذ نحو شهر ونصف ضد القرار.
وقالت إحدى الأمهات للصحيفة أن قرار نقل أطفالنا ذوي الاحتياجات الخاصة لمدارس قائمة نابع من نقص في المباني المدرسية، وليس لنا ذنب في ذلك، مؤكدة أن ذوي الاحتياجات الخاصة لهم ظروف مختلفة عن باقي الأطفال وأن دمجهم في المدارس العادية سيكون له عواقب وخيمة.
الشواذ يحتجون
ظاهرة التظاهرات لم تعد تقتصر على المطالب المشروعة، ودخل الشواذ جنسيًا على خط نار «الربيع العبري»، وخرجوا في تظاهرات حاشدة ضد الاحتلال.
وأقام المتظاهرون مراسم تذكارية لذكرى شيرا بانكي (16 عاما)، الذي قتل طعنًا بالسكين، من قبل يشياي شليسل، وهو يهودي متشدد دينيا، من "الحريديم" خلال مسيرة مشابهة خرجت في عام 2015.