رئيس التحرير
عصام كامل

أوروبا والصين يهددون بإفشال عقوبات «ترامب» على إيران

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

في أول أيام دخول العقوبات الأمريكية على إيران، حيز التنفيذ، ظهر تحدٍ واضح من دول العالم، خاصة الأوروبية، للولايات المتحدة، مؤكدين استمرار تعاملاتهم مع طهران، دون مبالاة بالعقوبات التي قد تقع على شركاتهم جراء ذلك التجاهل.

الاتحاد الأوروبي

واليوم عبّر الاتحاد الأوروبي، عن أسفه الشديد لإعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران، وأوضح أنه والأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي مع طهران سيعملون على إبقاء القنوات المالية مفتوحة معها، مؤكدا أنهم مصممون على حماية الشركات الاقتصادية الأوروبية التي تعمل مع إيران.

ألمانيا
أكدت ألمانيا أنها تدعم الصادرات والضمانات الاستثمارية للأعمال الإيرانية بالرغم من الضغوط الأمريكية، وقال وزير الاقتصاد إن برلين ستواصل تقديم ضمانات للتصدير والاستثمار للشركات التي تتعامل مع إيران، موضحا أن هناك حوارا مع الولايات المتحدة بشأن رفع العقوبات على تلك الشركات.

روسيا
وكشف موقع "بيزينس انسايدر" الأمريكي، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يكون له دور في إنقاذ الاقتصاد الإيراني المتهاوي، خاصة بعد دخول العقوبات الأمريكية المفروضة عليه حيز التنفيذ.

وقال السفير "دينيس روس"، الذي عمل بالإدارة الأمريكية، متخصصًا في سياسة الشرق الأوسط، لمدة 4 سنوات، إن طهران قد تلجأ للتفاوض مع أمريكا من خلال روسيا، حفظا لماء الوجه، لتؤدي روسيا دور صانع السلام في تلك المحادثات.

وأضاف أن الدول الكبرى قد تستغل حاجة إيران، لفرض شروطها، فالصين قد تطلب خصمًا على سعر النفط حال استمرارها في شرائه، كما أن الهند من المحتمل أن تدفع بالروبية فقط، وهي عملة يصعب تداولها في السوق العالمية.

إيران
من جانبها اتجهت إيران لحيلة جديدة للتهرب من العقوبات الجديدة، عبر خطة لتخفيف قواعد الصرف الأجنبى، في الوقت الذي تسعى فيه لمواجهة آثار هبوط عملتها، وتلغى الخطة حظرا على مكاتب الصرافة لبيع العملة الصعبة بالأسعار الحرة لأغراض مثل السفر إلى الخارج، كما ستسمح الخطة للمصدرين ببيع العملة الصعبة إلى المستوردين، فضلا عن عدم وجود سقف لتدفقات العملة أو الذهب الداخلة إلى البلاد.

الصين
بكين أعلنت في وقت سابق أنها ستستمر في استيراد النفط من إيران، حتى بعد تحرك الولايات المتحدة لخفض إمدادات إيران من النفط بحلول نوفمبر المقبل، ليس فقط ذلك، بل سيسعى التنين الاقتصادي لتوسيع تعاونه مع إيران من خلال مشروع البنية التحتية العالمي المعروف بمبادرة "الحزام والطريق" بالإضافة للاستثمارات في مجال الطاقة النووية.

حرب استنزاف
صحيفة "لوموند" الفرنسية، قالت إن ترامب يتبع خطة ممنهجة، لممارسة حرب استنزاف ضد إيران، موضحة أن العقوبات المفروضة تهدف لإعادة التعاملات المالية مع الدول الأخرى على قطاعات البضائع المختلفة، وهذه هي البداية فقط.

صعوبة فرض عقوبات
أما صحيفة "واشنطن بوست" فوضعت سيناريو لما سيحدث مع تفعيل العقوبات، موضحة أن المحللين السياسيين غير واثقين من أن ضغط ترامب سيزيد من الاستياء الشعبي ضد ولاية الفقيه.

ويؤكد الخبراء أن واشنطن ستمارس ضغطا على دول أوروبا والصين والهند من أجل وقف إمدادات طهران من النفط والبضائع الأخرى، ولكن في نفس الوقت يؤكدون أن محاولة فرض نظام عقوبات خانق على إيران دون حتى وجود علاقة تعاونية فعلية مع الصين ستكون صعبة للغاية.
الجريدة الرسمية