تنويعاتٌ على الحمار الوحشي «المضروب»
الحمارُ الوحشىُّ ذو الخطوطِ "المضروبة بالحديقة الدولية، ليسَ بدعةً، ليتندرَ عليها القاصى والدانى، ولكنه "أسلوبُ حياةٍ" في مصرَ، بكل أسفٍ.الغشُّ والتدليسُ يسيطران على التفاصيل الدقيقة لحياةِ المصريين، وصارَ بينَ الطرفينِ عشقٌ متدفقٌ لا ينتهى، وسوف أضربُ لك الأمثالَ.
تزامنًا معَ الحديثِ عن تلكَ الواقعةِ الطريفةِ.. كان مستشفى قصر العينى يشهدُ مشهدًا عبثيًا، يتمثلُ في تجريدِ ميتٍ من قرنتيه، دونَ استئذان أهلِه، ومنْ المؤكدِ أنَّ القرنيتين المنزوعتين لن يتمَّ زرعُهما لمريض فقير بائس لوجهِ الله، ومن المؤكد أيضًا أنَّ الأطباءَ لا يمكنُهم تكرارُ تلك الواقعةِ مع ميت من "الأكابر" وأصحاب المقام الرفيع.. وعلى ذكر الأطباءِ.. فقد علم القومُ قصة الطبيب المشهور الذي يتخذُ من عيادته وكرًا للحرام، كما علموا قصة موظفى إحدى شركات الأدويةِ الحكوميةِ التي تحجبُ "أدوية الجداول" عن الصيدليات، ليورِّدوها لتجار المخدرات.
أما غشُّ الطعام والشراب فحدِّثْ ولا حرجَ، في الوقتِ الذي تغطُّ فيه الجهاتُ المعنية بحماية المستهلك في سُباتٍ عميق، تواطؤًا أو تكاسلًا، ويبقى فسادُ المحليات حديثَ كلِّ زمان ومكان، ويتعاظمُ قبحُه، عندما يحظى برعايةٍ حكوميةٍ وحصانةٍ حديديةٍ.. وعلى المنوال ذاتِه.. لا تتوقفُ ضرباتُ الرقابةِ الإداريةِ عن اكتشاف وقائع سرقةٍ واختلاس بالملايين، أبطالُها من مُدَّعى الشرف والنزاهة والخُلق الرفيع.
وليس ببعيدٍ عن أولئكَ، أصحابُ الدرجات العلمية الوهمية "الماجستير/ الدكتوراه"، ويحذو حذوَهم الذين يسرقون كتبًا كاملةً وينسبونها إلى أنفسِهم "أحدُهم تمًّ الاستعانة به مؤخرًا لتطوير الرياضة المصرية!!" قِسْ على ذلك.. الزوجات اللاتى يُدخلنَ على أزواجِهن أبناءَ ليسوا من أصلابهم، "الوقائع كثيرة ومُريبة ومُؤلمة ومتكررة في صفحات الحوادث كلَّ يوم".
ولا يختلفُ عن كلِّ أؤلئك، الذين يحتشدون فوق المنابر الإعلامية، ينشرون الأكاذيبَ والأباطيلَ، من أجل مكاسبَ رخيصةٍ، وليضمنوا رضىً زائلًا ولو بعد حينٍ، ويبدو أن المصريين اكتشفوا في الحمير مهاراتٍ نادرة، لم يكتشفْها الأقدمون، فتارةً يقدمونه لنا حمارًا وحشيًا، وتاراتٍ أخرى لا تنتهى، يقدمونه لنا لحمًا طازجًا في محال الجزارة وكبريات المطاعم..